الاثنين، 17 يونيو 2019

كنيسة الله القدير| التخلُّص من القيود يُحرِّر

البرق الشرقي | كنيسة الله القدير | صورة عن حياة الكنيسة

البرق الشرقي | كنيسة الله القدير | صورة عن حياة الكنيسة

كنيسة الله القدير| التخلُّص من القيود يُحرِّر

بقلم: مومو، إقليم آنهوي
اعتدتُ أن أؤمن إيمانًا راسخًا بالمقولة: "لا يمكن للمرء أن يرتفع فوق المعتاد إلَّا بمواجهة المشاقّ الأصعب"، مُعتقدةً أنه كان طريقةً لإظهار تحفزي. ولذلك، في أي شيءٍ كنتُ أفعله، لم أرغب قطّ في التقصير. كنتُ على استعدادٍ لقبول أيَّة مشقَّةٍ لأتمكن من أن أرتفع فوق الجميع. بعد أن قبلتُ الله، ظلّ موقفي كما هو. ولكن عندما كشف الله الحقّ لي، أدركتُ أخيرًا أن هذا المنظور غير صحيحٍ، وأنه كان قيد شيطاني يقيِّدني ويؤذيني.
منذ وقتٍ ليس بالبعيد، أرسلت الكنيسة الأخت شياه التي كنتُ أشترك معها في منطقةٍ أخرى لأداء واجبها كقائدةٍ. شعرتُ عند سماع الخبر بخيبة الأمل وفكَّرتُ قائلةً: "في البداية، جُرِّدتُ أنا وهي من رتبتنا كقائدتين. والآن ستعود أختي لخدمة الله في موقعٍ قياديّ وستكون إمكانات نموَّها غير محدودةٍ، ولكني سأظلُّ هنا أؤدِّي واجبي وراء الستار. أي مستقبل ينتظرني في ذلك؟" ولكن بعد ذلك فكَّرتُ قائلةً: "كما يقول الناس، "يوجد مليون طريقٍ مختلف للنجاح." فطالما أنني أؤدِّي واجبي بشكلٍ صحيح، أفلن أكون أيضًا ناجحةً؟ وإذا ضاعفتُ جهودي في طلب الحقّ، فربَّما سيشعر القادة في يومٍ من الأيَّام أنني أفهم الحقّ. وحينها سوف يُرقّونني وسيكون مستقبلي مشرقًا بالقدر نفسه". بعد هذا الإدراك، تلاشت مشاعر الكآبة والخسارة بداخلي على الفور، ونمت في نفسي القوَّة لأبذل قصارى جهدي. كنتُ أنهمك في واجبي وأقرأ كلمة الله عندما لا أكون مشغولةً، ولم أكن أجرؤ على التراخي ولو للحظةٍ واحدة.
رأيتُ في أحد الأيَّام المقطع التالي في عظةٍ: "كُلّ شيءٍ يُقيِّدك عن طلب الله وطلب الحقّ هو واحدٌ من قيود الشيطان. مهما اختلف القيد الذي يربطك به إبليس، فأنت تعيش تحت مُلكه" (من "عظات ومشاركات عن الدخول إلى الحياة (3)"). بعد قراءة هذا، لم يسعني سوى أن أسال نفسي: "أيّ قيدٍ يُقيِّدني به الشيطان؟ أيٌّ من سمومه يعرقل طلبي للحقّ؟" بينما كنتُ أتأمَّل بهدوءٍ في هذه الأسئلة، فكَّرتُ في حالتي مُؤخرًّا. لم أكن سلبيَّةً منذ إرسال الأخت شياه لإنجاز واجبها كقائدةٍ. في الواقع، أصبحتُ أكثر تكريسًا لقراءة كلمة الله والصلاة إلى الله وأداء واجبي بنشاطٍ. كنتُ من الناحية الظاهريَّة أبدو أكثر اجتهادًا في طلب الحق ممَّا قبل، ولكن إذا فحصتُ بدقَّةٍ دوافعي وأهدافي وراء طلب الحقّ لاكتشفتُ أن قدرتي على قبول التقصير لم تكن إلَّا بسبب أنه كان يراودني طموحٌ في أن أصبح مشهورةً وأرتفع فوق الجميع في يومٍ من الأيَّام. كانت رغبتي الجامحة في أن أكون أفضل الأفضل هي السبب في أنني لم أصبح سلبيَّةً بل كنتُ أطلب الحقّ بتحفزٍ أكبر، ولكن ما كان يُسمَّى طلب الحقّ من جهتي لم يكون سوى وهمًا، أو مسعى دنسًا. كنتُ، في وهمي، أتمنَّى أن أنخرط في سعي قصير الأجل إلى الحق؛ لتحقيق هدفي الوضيع المُتمثِّل في التميُّز عن الآخرين. وبالرجوع إلى سنواتي التي قضيتها في اتّباع الله، أدركتُ أن كل ما بذلته من ذاتي جرى تحت هيمنة سُم الشيطان الذي كان مفاده "لا يمكن للمرء أن يرتفع فوق المعتاد إلَّا بمواجهة المشاقّ الأصعب." وهكذا قيَّدني بقيدٍ غير مرئيٍّ ودفعني للسعي للتميُّز عن الآخرين ولأصبح الأفضل. عندما كنتُ أتقلَّد بالفعل منصبًا، كنتُ لا أزال أسعى لمستوىً أعلى. وعندما كنتُ أفقد منصبي أو أفشل في الحصول على منصبٍ، على الرغم من أنني أتحول إلى السلبيَّةً وكنتُ من أبدو متحملةً للمشاقّ ودافعةً الثمن لطلب الحقّ إلى أقصى حدٍّ عندي، لم أكن أتحمَّل المشاقّ من أجل اكتساب الحقّ. لم أرد سوى أن أحصل مرَّةً أخرى على فرصةٍ للتميُّز. وعندها أدركتُ في النهاية أن إيماني بمقولة "لا يمكن للمرء أن يرتفع فوق المعتاد إلَّا بمواجهة المشاقّ الأصعب" كان في الواقع واحدًا من سموم الشيطان التي كانت مُتأصِّلة الجذور في داخلي. لقد تعرَّضتُ للخداع؛ فقد استنزف السُمّ إنسانيَّتي بأكملها. كنتُ مُتكبِّرة وطموحة ولديَّ شعورٌ مبالغ فيه بقدراتي الشخصيَّة، بينما لم أكن على درايةٍ بذلك على الإطلاق. اعتقدتُ في الواقع أن طموحي كان شاهدًا على تطلُّعي، وأن شخصيَّتي المُتكبِّرة التي لا تقبل التقصير كانت علامةً على تحفزي. كنتُ أعبد مغالطات الشيطان باعتبارها الحقّ وأراها علامة شرفٍ بدلاً من كونها علامة خزيٍ. كم كنتُ غبيَّة بأن يخدعني الشيطان بهذا الشكل وبأن أخفق في التفريق بين الخير والشرّ! رأيتُ في النهاية كيف كنتُ مثيرة للشفقة. وتعلَّمتُ أيضًا مدى خباثة الشيطان وحقارته. يستخدم الشيطان مغالطات زائفة لخداعنا وإفسادنا. إنه يقودنا إلى الضلال، ونحن نُقسِم بالولاء لحِيَله الخادعة. لكننا نعيش في خداع الذات ونفتقد للوعي، معتقدين طوال الوقت أننا نطلب الحقّ ونتألَّم من أجل الحقّ. سموم الشيطان ضارَّةٌ حقًّا! ولولا استنارة الله، لما رأيتُ مطلقًا حقيقة إفساد الشيطان لي، ولما كشفتُ بالتأكيد حِيَله الخادعة. لولا استنارة الله، لواصلتُ العيش تحت قيود الشيطان حتَّى يلتهمني الشيطان بجملتي في النهاية.
في ذلك الوقت فكَّرتُ في كلام الله: "إذا كنت سعيدًا جدًا بأن تكون عامل خدمة في بيت الله، وبأن تعمل بجد وضمير في الخفاء، وبأن تعطي دائمًا ولا تأخذ أبدًا، فأنا أقول إنك قديس مُخْلص، لأنك لا تسعى إلى مكافأة وإنك ببساطة إنسان صادق" ("الإنذارات الثلاثة" في الكلمة يظهر في الجسد). كشف لي كلام الله طريقة الممارسة: بما أنني واحدةٌ من خلائق الله، يجب أن أحبّه وأرضيه وأؤدِّي واجبي بتفانٍ بدلاً من العيش في إطار الشخصيَّة الشيطانيَّة الفاسدة والسعي وراء الشهرة والربح. هذا هو الضمير والحسّ اللذان يجب أن تملكهما واحدةٌ من خلائق الله. وهذا مسعى يتفق مع مشيئته. سوف أبذل من اليوم فصاعدًا قصارى جهدي لطلب الحقّ. سوف أتَّكل على الحقّ لاستيعاب حِيَل الشيطان الخادعة والتخلُّص من قيوده. لن أسعى فيما بعد للعلو فوق الآخرين. بدلاً من ذلك، سوف أعمل بجدٍّ وراء الستار مُؤدِّيةً واجبي لإرضاء الله. وحتَّى لو لم يتبقَّ لي شيءٌ في النهاية فسوف أواصل العمل دون أدنى ندمٍ، لأنني مُجرَّد واحدةٍ من خلائق الله ضئيلة الأهميَّة. إرضاء الخالق هو غايتي الحقيقيَّة في الحياة.

يقول الله القدير: ما زالت أقوال الله مستمرة، وهو يوظف أساليب ووجهات نظر مختلفة ليحثنا على ما نفعله ولنعبر عن صوت قلبه. كلماته تحمل قوة الحياة، وتبيِّن لنا الطريق التي يجب أن نسلكها، وتسمح لنا أن نفهم ما هو الحق. نبدأ في الانجذاب إلى كلماته، ونبدأ بالتركيز على نبرة وطريقة حديثه، ونبدأ لا شعوريًا في الاهتمام بصوت قلب هذا الشخص غير المميز. إنه يبذل جهودًا مضنية من أجلنا، فيحرم نفسه من النوم والطعام من أجلنا، ويبكي من أجلنا، ويتنهد من أجلنا، ويتألم بالمرض من أجلنا، ويعاني الذل من أجل غايتنا وخلاصنا، وينزف قلبه، ويذرف الدموع بسبب تبلدنا وتمردنا. لا يمتلك كينونته وصفاته مجرد شخص عادي، ولا يمكن امتلاكهما أو بلوغهما بأحد الفاسدين. ما لديه من تسامح وصبر لا يملكه أي شخص عادي، ولا يملك محبته أي كائن مخلوق. لا يمكن لأي أحد غيره أن يعرف جميع أفكارنا، أو يدرك طبيعتنا وجوهرنا، أو يدين تمرد البشر وفسادهم، أو يتحدث إلينا ويعمل بيننا بهذه الطريقة نيابة عن إله السماء. لا أحد غيره يستطيع امتلاك سلطان الله وحكمته وكرامته؛ فشخصية الله وما لديه ومَنْ هو تصدر بجملتها منه. لا يمكن لأحد غيره أن يرينا الطريق ويجلب لنا النور، ولا يستطيع أحد أن يكشف عن الأسرار التي لم يكشفها الله منذ بدء الخليقة وحتى اليوم. لا يمكن لأحد غيره أن يخلّصنا من عبودية الشيطان وشخصيتنا الفاسدة. إنه يمثِّل الله، ويعبِّر عن صوت قلب الله، وتحذيرات الله، وكلام دينونة الله تجاه البشرية بأسرها. لقد بدأ عصرًا جديدًا وحقبةً جديدةً، وأتى بسماء جديدة وأرض جديدة، وعمل جديد، وجاءنا بالرجاء، وأنهى الحياة التي كنا نحياها في غموض، وسمح لنا بأن نعاين طريق الخلاص بالتمام. لقد أخضع كياننا كله، وربح قلوبنا. منذ تلك اللحظة فصاعدًا، تصبح عقولنا واعية، وتنتعش أرواحنا: أليس هذا الشخص العادي الذي بلا أهمية، والذي يعيش بيننا وقد رفضناه لزمن طويل، هو الرب يسوع الذي هو دائمًا في أفكارنا ونتوق إليه ليلاً ونهارًا؟ إنه هو! إنه حقًا هو! إنه إلهنا! هو الطريق والحق والحياة! لقد سمح لنا أن نعيش مرة أخرى، ونرى النور، ومنع قلوبنا من الضلال. لقد عدنا إلى بيت الله، ورجعنا أمام عرشه، وأصبحنا وجهًا لوجه معه، وشاهدنا وجهه، ورأينا الطريق أمامنا. في ذلك الوقت، أخضع قلوبنا خضوعًا كاملاً، فلم نعد نتشكك فيمَنْ هو، ولم نعد نعارض عمله وكلمته، وها نحن نسقط قدامه تمامًا. لا نرغب سوى في أن نتبع آثار أقدام الله لبقية حياتنا، وأن نتكمَّل بواسطته، وأن نردَّ نعمته، ونردَّ حبّه لنا، وأن نطيع تنظيماته وترتيباته، وأن نتعاون مع عمله، وأن نبذل كل ما في وسعنا لاستكمال ما يوكله لنا.
                                               من "الكلمة يظهر في الجسد"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق