الاثنين، 3 يونيو 2019

الآلام والتجارب – بركات أن تكون أثيرًا

البرق الشرقي | كنيسة الله القدير | صورة عن حياة الكنيسة


الآلام والتجارب – بركات أن تكون أثيرًا


بقلم: وانغ غانغ، إقليم شاندونغ

عشتُ في الريف. ونظرًا لأن عائلتي كانت فقيرة فإنني كنتُ أربح المال بأداء أعمالٍ مُؤقَّتة أينما تمكَّنتُ من إيجادها. ظننتُ أنه بإمكاني تحقيق حياةٍ أفضل لنفسي من خلال عملي البدنيّ. ومع ذلك، رأيتُ أن في المجتمع الصينيّ الحديث لا توجد ضماناتٌ للحقوق القانونيَّة للعُمَّال المهاجرين مثلي؛ فقد كان مُرتَّبي يُحتجز مني في كثيرٍ من الأحيان دون أدنى سببٍ. وكنتُ مرارًا وتكرارًا أقع ضحية خداع الآخرين واستغلالهم. وبعد عامٍ كامل من العمل الشاقّ، لم أستلم الأجر المفترض. شعرتُ أن هذا العالم مظلمٌ حقًّا! فالبشر يعاملون بعضهم بعضًا كالحيوانات، حيث الأقوياء يفترسون الضعفاء؛ ويتنافسون فيما بينهم ويتقاتلون يدًا بيدٍ ولا يمكن للناس ببساطةٍ البقاء على قيد الحياة.

وفي ذروة تألم روحي واكتئابها، وعندما كنتُ قد فقدتُ الإيمان بالحياة، تشارك معي صديقٌ لي بإنجيل الأيَّام الأخيرة لله القدير. واظبتُ بعد ذلك على الاجتماع والصلاة ومشاركة الحقّ وإنشاد الترانيم لتسبيح الله مع إخوتي وأخواتي. شعرتُ بالسعادة البالغة والحُريَّة. رأيتُ في كنيسة الله القدير أن الإخوة والأخوات لم يحاولوا التذاكي على بعضهم البعض أو إبراز الفروق الاجتماعيَّة؛ كانوا صريحين تمامًا ومتوافقين مع بعضهم البعض. وكلَّما واجه أيّ أخٍ أو أخت صعوبةً ما، كان الآخرون يُظهِرون له مَحبَّتهم ويساعدون بعضهم البعض. كان الجميع يأتون لطلب الحقّ بحماسةٍ من أجل التخلُّص من شخصيَّاتهم الفاسدة والعيش كأشخاصٍ صادقين ونيل الخلاص. وقد أتاحت لي هذه الحياة اختبار السعادة وفهم أهميَّة الحياة وقيمتها. رأيتُ أنه لا يمكنني تحقيق السعادة الحقيقيَّة إلَّا من خلال القدوم أمام الله وطلب الحقّ. ومن أجل أن يتمكَّن المزيد من الناس الذين عاشوا في الظلمة مثلي من القدوم إلى الله لنيل خلاصه ورؤية النور من جديدٍ، انضممتُ إلى صفوف أولئك الذين يُبشِّرون بالإنجيل ويشهدون لله. ولكن على نحوٍ غير مُتوقَّعٍ اعتقلتني حكومة الحزب الشيوعيّ الصينيّ بسبب التبشير بالإنجيل وعانيتُ الوحشيَّة البالغة للتعذيب والحبس.

حدث في عصر أحد أيام الشتاء لعام 2008 أني كنتُ أشهد مع اثنتين من الأخوات عن عمل الله في الأيَّام الأخيرة لأحد أهداف التبشير، فأبلغ عنَّا بعض الأشرار. تذرَّع ستَّةٌ من رجال الشرطة بضرورة التحقُّق من تصاريح إقامتنا لاقتحام منزل هدف التبشير. وبمُجرَّد أن دخلوا من الباب صاحوا قائلين: "لا تتحرَّكوا!" بدا اثنان من رجال الشرطة في حالة هياجٍ تامّ عند انقضاضهما عليَّ؛ فقد أمسك أحدهما بملابسي من ناحية صدري وأمسك الآخر بذراعي واستخدم كُلّ قُواه ليوثِّقهما من خلفي ثم سأل بخشونةٍ: "ماذا تفعل؟ ما اسمك؟ من أين أنت؟" فسألتُ ردًّا عليه: "ماذا تفعل؟ لماذا تقبض عليَّ؟" وعندما سمعوني أقول هذا استشاطوا غضبًا وقالوا بعدوانيَّةٍ: "لا يهمّ السبب، فأنت من نبحث عنه وأنت قادمٌ معنا!" بعد ذلك، أخذني رجال الشرطة مع الأختين ودفعونا إلى سيَّارة الشرطة ونقلونا إلى مركز الشرطة المحليّ.

أخذني رجال الشرطة بعد أن وصلنا إلى مركز الشرطة وحبسوني في غرفةٍ صغيرة؛ أمروني بالجثوم على الأرض وكلَّفوا أربعة أفرادٍ منهم مراقبتي. ونظرًا لجلوسي القرفصاء لفترةٍ طويلة، أصبحتُ مرهقًا لدرجة أنني لم أستطع تحمُّل الأمر. وفي اللحظة التي حاولتُ فيها الوقوف انطلقوا مسرعين وضغطوا على رأسي للأسفل لمنعي من الوقوف. ولم يسمحوا لي بالوقوف إلَّا في وقت الليل عندما جاءوا لتفتيشي؛ وعندما لم يجدوا شيئًا عند تفتيشهم غادروا جميعًا. سمعتُ بعد فترةٍ وجيزة صراخًا مُروعًا من شخصٍ يتعرَّض للتعذيب في الغرفة المجاورة فشعرتُ بالخوف الشديد في تلك اللحظة: لا أعرفُ أنواع التعذيب سيمارسونه عليَّ لاحقًا! بدأتُ في الصلاة بتعجُّلٍ إلى الله في قلبي: "يا الله القدير، أنا خائفٌ جدًّا الآن، أطلبُ منك أن تهبني الإيمان والقوَّة وأن تجعلني ثابتًا وشجاعًا. إني على استعدادٍ للشهادة لك. ولو لم أستطع تحمُّل تعذيبهم القاسي، فإني أُفضِّل الانتحار بقضم لساني على أن أخونك مثل يهوذا!" وبعد الصلاة فكَّرتُ في كلمات الله: "لا تخف، سيكون الله القدير رب الجنود بلا ريب معك؛ هو يحمي ظهركم وهو دِرعكم"("القول السادس والعشرون" في الكلمة يظهر في الجسد). نعم، فالله القدير هو سندي وهو معي؛ فممَّن أخاف؟ ينبغي أن أتَّكل على الله لمحاربة إبليس. محت كلمات الله الخوف من قلبي وحرَّرته.

بعد مدَّةٍ وجيزة، جاء أربعةٌ من رجال الشرطة الوحشيَّين وأشار أحدهم إليَّ صارخًا: "أنتم تزعجون نظام المجتمع أيُّها المؤمنون بالله القدير وتهدمون القانون الوطنيّ. أنتم مجرمو الدولة!" صرخ بينما يدفعني إلى غرفة التعذيب في الطابق الثاني وأمرني بالجلوس القرفصاء. كانت غرفة التعذيب مُجهَّزةٌ بجميع أنواع أدوات التعذيب مثل الحبال والعصيّ الخشبيَّة والهراوات والسياط والأسلحة الناريَّة وغيرها. وكانت موضوعةٌ بطريقةٍ فوضويَّة بحاجبين منعقدين وعينين مُتقِّدتين، شدّ أحد رجال الشرطة شعري بيده، مُمسكًا بهراوةٍ كهربائيَّة تصدر أصوات "خبطٍ وفرقعة" مُدويَّة في يده الأخرى، وشرع يُهدِّدني للحصول على معلوماتٍ: "كم عدد الناس في كنيستكم؟ أين موقع اجتماعكم؟ من المسؤول؟ كم عدد الناس في المنطقة يُبشِّرون بالإنجيل؟ تكلَّم! وإلَّا فسوف ينالك ما هو قادمٌ!" نظرتُ إلى الخطر الوشيك للهراوة الكهربائيَّة ونظرتُ مرَّةً أخرى إلى الغرفة المليئة بأدوات التعذيب؛ لم يسعني سوى الشعور بالتوتُّر والخوف. لم أعرف ما إذا كنتُ سأتمكَّن من التغلُّب على هذا التعذيب. وفي هذه اللحظة الحرجة وحدها فكَّرتُ في كلمات الله القدير التي تقول: "أنت أيضًا لا بُدّ أن تشرب من الكأس المرّة التي شربت أنا منها (هذا ما قاله يسوع بعد قيامته)، وعليك أيضًا أن تسلك في نفس الطريق التي سلكتها أنا" ("كيف تَعرّف بطرس على يسوع؟" في الكلمة يظهر في الجسد). أدركتُ أن هذا هو الشيء الذي ائتمننا الله عليه وأنه طريقة الحياة التي أرساها الله شخصيًّا لنا. ففي اتّخاذ مسلك الإيمان بالله وطلب الحقّ، ينبغي على المرء بالتأكيد أن يجتاز المعاناة والإحباط. هذه مسألةٌ حتميَّة، وفي النهاية، فإن هذه المشاقّ تجلب البركات من الله. لا يستطيع الناس فهم المعنى الحقيقيّ للحقّ وقبول طريق الحقّ الممنوح من الله إلَّا من خلال المعاناة. يجب أن أسير على خُطى الله وأواجه هذا بشجاعةٍ؛ يجب ألَّا أكون جبانًا أو خائفًا. وعند التفكير في ذلك؛ نما في قلبي على الفور شيءٌ من القوَّة وقلتُ بصوتٍ عال: "لا أؤمن إلَّا بالله القدير، ولا أعرف شيئًا آخر!" عندما سمع رجل الشرطة هذا اضطرب ولكمني لكمةً عنيفة على الجانب الأيسر من صدري بهراوةٍ كهربائيَّة. صعقني لما يقرب من دقيقةٍ. شعرتُ على الفور أن الدم في جسمي كان يغلي؛ شعرتُ بألمٍ لا يُحتمل من قمَّة الرأس إلى أخمص القدم وتدحرجتُ على الأرض بينما كنتُ أصرخ بلا انقطاعٍ. لم يتركني وبدأ فجأةً يسحبني ويستخدم هراوةً ليرفعني عن طريق ذقني صارخًا: "تكلَّم! ألن تعترف بأيّ شيءٍ؟" صرخ ونخس الجانب الأيمن من صدري بالهراوة الكهربائيَّة، فصُعقتُ بالكهرباء صعقةً مؤلمة جدًّا لدرجة أنني كنتُ أرتجف من قمَّة الرأس إلى أخمص القدم. فيما بعد، عانيتُ ألمًا مُبرِّحًا لدرجة أنني فقدتُ الوعي على الأرض بلا حراكٍ. لم أعرف كم مرَّ من الوقت، لكنني استيقظتُ وسمعتُ رجل شرطةٍ شرِّير يقول: "هل تتظاهر بالموت؟ أنت تتظاهر! استمرّ في التظاهر!" ثم صعقني مرَّةً أخرى بهراوةٍ في وجهي وركلني في فخذي. وبعد ذلك، سحبني وسألني بشراسةٍ: "هل ستخبرني؟" فلم أردّ أيضًا. فضرب وجهي ضربةً قاسية بقبضتيّ يده فانخلعت إحدى أسناني وانفكَّت واحدةٌ أخرى. بدأ فمي بالنزيف على الفور. وفي مواجهة التعذيب الشرس لهؤلاء الشياطين، لم أكن أخاف سوى من عدم تمكُّني من تحمُّل تعذيبهم وبالتالي أن أخون الله، ولهذا صلَّيتُ بلجاجةٍ إلى الله في قلبي. وفي هذا الوقت فكَّرتُ مرَّةً أخرى في كلمات الله: "قد يبدو الذين في السلطة أشرارًا من الخارج، لكن لا تخافوا؛ لأن هذا سببه أن إيمانكم ضئيل. ما دام إيمانكم ينمو، فلن يستعصي عليكم أمر" ("القول الخامس والسبعون" في الكلمة يظهر في الجسد). منحتني كلمات الله الإيمان والقوَّة من جديدٍ، وأدركتُ أنه بالرغم من هياج رجال الشرطة الأشرار أمامي وانفلاتهم، فقد كانوا مُرتَّبين بيد الله. كان الله في تلك اللحظة يستخدمهم لاختبار إيماني. فطالما كنتُ أستند إلى الإيمان وأتَّكل على الله ولم أستسلم لهم سوف يفشلون حتمًا في إذلالٍ. عندما فكَّرتُ في هذا استجمعتُ كُلّ قوَّةٍ في جسدي وأجبتُ بصوتٍ عال: "لماذا أحضرتموني إلى هنا؟ ولماذا تصعقونني بالهراوة الكهربائيَّة؟" ما الجريمة التي ارتكبتها؟" ارتبك رجل الشرطة الشرِّير فجأةً وهدأ بفعل ضميره الذي شعر بالذنب. بدأ يتلعثم متسائلاً: "هل... هل... كان يجب ألَّا أحضرك إلى هنا؟" ثم غادروا مجرجرين خيبتهم. لمَّا رأيتُ الموقف المُخزي لمعضلة الشيطان، سالت دموعي. اختبرتُ في هذا المأزق بالفعل قوَّة كلام الله القدير وسلطانه. فكُلَّما وضعتُ كلمة الله موضع تنفيذٍ تمتَّعتُ برعاية الله وحمايته ورأيتُ أعماله. وفي الوقت نفسه، شعرتُ بأنني مدينٌ لله بسبب ضعف إيماني. بعد ذلك، دخل رجل شرطة طويل القامة وسار تجاهي وقال: "ما عليك سوى أن تخبرنا بمكان إقامة عائلتك وعدد أفراد عائلتك وسوف نطلق سراحك على الفور". وعندما رأى أنني لن أبوح بأيّ شيءٍ، ارتبك وأمسك بيدي ووضع بصمة أصبعي عنوةً على اعترافٍ شفهيّ كانوا قد كتبوه. رأيتُ أن الاعتراف الشفهيّ لم يكن ما أخبرتهم به، ولكنه كان دليلاً مُزوَّرًا ومُزيَّفًا تمامًا. تملكني غضبٌ بارّ، فأمسكتُ بالورقة ومزقتها إلى قصاصاتٍ. فاستشاط رجل الشرطة غضبًا على الفور وضربني بقبضة يده على الجانب الأيسر من وجهي. ثم صفعني مرَّتين على وجهي بكُلّ عنفٍ لدرجة أن أصابني بالدوار. أعادوني بعد ذلك إلى الغرفة الصغيرة التي كنتُ فيها من قبل.

كنتُ بعد عودتي إلى الغرفة الصغيرة قد تعرَّضتُ للكدمات والضرب، وكان الألم لا يُطاق. فأصبحتُ سقيم القلب وضعيفًا: لماذا يتوجَّب على المؤمنين المعاناة هكذا؟ كنتُ أبشِّر بالإنجيل بنوايا حسنة وأُظهِر للناس أن المُخلِّص جاء وأن عليهم أن يسرعوا ويطلبوا الحقّ وينالوا الخلاص، بيد أني قد عانيتُ من هذا الاضطهاد بشكلٍ غير مُتوقَّع. عندما فكَّرتُ في هذا زاد شعوري بأني تعرَّضتُ للظلم. وفي ألمي فكَّرتُ في كلمات الله: "عليك كمخلوقٍ أن تبذل من أجل الله وأن تتحمل كل ضيق. عليك أن تقبل بسرور وثقة الضيق القليل الذي تكابده اليوم، وأن تعيش حياة ذات معنى مثل أيوب وبطرس. … أنتم أناس يسعون نحو الطريق الصحيح، وينشدون التحسُّن. أنتم أناس قد نهضوا في أمة التنين العظيم الأحمر، ويدعوهم الله أبرارًا. أليس هذا أسمى معاني الحياة؟" ("الممارسة (2)" في الكلمة يظهر في الجسد). عزفت كلمات الله القدير على أوتار قلبي. نعم، لقد رواني الله وزوَّدني بكلماته الوافرة للحياة، وسمح لي بالتمتُّع بنعمته الجزيلة مجَّانًا، وأتاح لي معرفة الأسرار والحقّ الذي لم يفهمه أحدٌ منذ الأجيال الغابرة. وهذه بركةٌ خاصَّة منحني الله إيَّاها. يجب أن أشهد لله وأتحمَّل الألم كُلّه من أجل الله، لأن هذا هو الشيء الأكثر قيمةً ومغزى! أتعرَّضُ اليوم للاضطهاد بسبب التبشير بالإنجيل ولستُ على استعدادٍ لتحمُّل أيّ ألمٍ جسديّ لذلك؛ إني أشعرُ بالظلم وبعدم الرغبة. ألم أُحزِن الله بفعل هذا؟ ألا أفتقر إلى الضمير؟ كيف أكون جديرًا بنعمة الله وبركاته وبعطيَّة الحياة؟ لقد قدَّم أجيالٌ من القدِّيسين شهاداتَ قويَّة ومُدويَّة لله لأنهم اتَّبعوا طريق الله؛ عاشوا حياةً لها مغزى. واليوم لديَّ هذه الكلمات كُلّها من الله، أفليس حريًّا بي أن أُقدِّم شهادات جميلة لله؟ عندما تأمَّلتُ في هذا هدأ الألم في جسدي وعرفتُ بعمقٍ أن كلمة الله القدير هي التي منحتني القوَّة ممَّا أتاح لي التغلُّب على نقاط ضعفات الجسد.

في اليوم التالي، لم يكن لدى رجال الشرطة أيَّة استراتيجيَّةٍ أخرى يمكنهم تجريبها. فهدَّدوني قائلين: "ألن تقول أيّ شيءٍ؟ سوف نسجنك إذًا!" وعندما رأوا أنني لم أستسلم أرسلوني إلى مركز احتجازٍ. واصل رجال الشرطة في مركز الاحتجاز استخدام جميع أصناف التعذيب معي وكثيرًا ما كانوا يُحرِّضون السجناء على ضربي. كانوا يأمرون السجناء في برد الشتاء القارص بأن يسكبوا دِلاءً من الماء البارد عليَّ، ويجبروني على الاستحمام بالماء البارد. كنتُ أرتعش من البرد من قمَّة الرأس إلى أخمص القدمين. كان السجناء هنا آلات تجني المال للحزب الشيوعيّ الصينيّ ولم تكن لديهم أيَّة حقوقٍ قانونيَّة. لم يكن أمامهم خيارٌ آخر سوى تحمُّل الضغط الواقع عليهم وتعرُّضهم للاستغلال مثل العبيد. أجبرني حُرَّاس السجن طوال اليوم على طباعة نقودٍ ورقيَّة مستخدمة كتقدماتٍ للموتى، كما أجبروني على العمل لساعاتٍ إضافيَّة خلال الليل. ولو توقَّفتُ لأخذ قسطٍ من الراحة يأتي أحدهم ويوسعني ضربًا. وضعوا في البداية قاعدةً تجبرني على طباعة 2000 قطعةٍ من الورق يوميًّا ثم رفعوها إلى 2800 قطعةٍ يوميًّا وأخيرًا إلى 3000 قطعةٍ. كان يستحيل على شخصٍ ذا خبرة إتمام كُلّ هذا الكمّ، فما بالك بشخصٍ عديم الخبرة مثلي. في الواقع، لقد فعلوا هذا عن قصدٍ حتَّى لا أتمكَّن من إكمال المطلوب كُلّه فيكون لديهم مُبرِّرٌ لتعذيبي والفتك بي. وطالما لم أتمكَّن من أداء المطلوب كان رجال الشرطة الأشرار يضعون قيودًا حول ساقيَّ وزنها أكثر من 5 كيلوغراماتٍ ويُقيِّدون يديَّ وقدميَّ بالأصفاد. لم أستطع سوى الجلوس وإحناء رأسي ولي خصري دون القدرة على الحركة. وكان الأمر الأكثر حقارةً هو أن رجال الشرطة هؤلاء الذين يفتقرون إلى الإنسانيَّة والشعور لم يسألوا أو يهتمَّوا بضروريَّاتي الأساسيَّة. فمع أن المرحاض كان في زنزانة السجن، لم أكن قادرًا مطلقًا من السير واستخدامه؛ ولم يكن أمامي سوى أن ألتمس من زملائي في الزنزانة ليرفعوني على المرحاض. وفي حال كانوا مساجين أفضل قليلاً كانوا يرفعونني؛ وفي حال لم يساعدني أحد،ٌ لم يكن لديَّ خيارٌ آخر سوى أن أتغوَّط في بنطالي. كان أكثر الأوقات ألمًا هو وقت تناول الطعام، لأن يديّ وقدميّ كانت مُقيَّدة ببعضهما. لم يكن بإمكاني سوى أن أميل برأسي بكُلّ قوَّتي وأرفع يديّ وقدميّ. كانت هذه هي الطريقة الوحيدة التي يمكنني بها وضع كعكة مطهوَّة على البخار في فمي. كنتُ أبذل مقدارًا هائلاً من الطاقة في كُلّ قضمةٍ. كانت الأصفاد تحتكّ بيديّ وقدميّ فتُسبِّب ألمًا مُبرِّحًا. ومع مرور الوقت، ظهرت على معصماي وكاحليّ ندباتٍ صلبة داكنة وواضحة. لم أستطع في كثيرٍ من الأحيان تناول الطعام عندما كنتُ مُقيَّدًا، وفي مناسباتٍ نادرة كان السجناء يعطونني كعكتين صغيرين مطهوَّتين على البخار. كانوا في معظم المرَّات يأكلون حصَّتي من الطعام فأبقى جائعًا. كنتُ أتلقَّى حتَّى مقدارًا أقلّ للشرب؛ كان كُلّ واحدٍ في المعتاد يحصل على قِدرين من الماء في اليوم الواحد، ولكنني كنتُ مُقيَّدًا ولم أستطع التحرُّك وبالتالي كنتُ نادرًا ما أتمكَّن من شرب الماء. كان العذاب القاسي فوق الوصف. وبالإجمال، عانيتُ هذا أربع مرَّاتٍ وفي كُلّ مرَّةٍ كنتُ أُقيَّد لمدَّةٍ لا تقلّ عن ثلاثة أيَّامٍ ولا تزيد عن ثمانية أيَّامٍ. وفي كُلّ مرَّةٍ كان من الصعب تحمُّل الجوع، كنتُ أفكِّر في الكلمات التي تكلَّم بها الله في الماضي: "لَيْسَ بِٱلْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا ٱلْإِنْسَانُ، بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ تَخْرُجُ مِنْ فَمِ ٱللهِ" (متَّى 4: 4). بدأتُ أدرك تدريجيًّا أن الله يريد أن يُتمِّم حقيقة أن "كلمته تصبح حياة الإنسان" عليَّ من خلال تجارب إبليس. تحرَّر قلبي عند فهم مشيئة الله وصلَّيتُ بسلامٍ إلى الله وحاولتُ أن أفهم كلمات الله. ودون أن أدري، لم أعد أشعر بالألم أو الجوع الشديدين. وقد جعلني هذا أشعر حقًّا بأن كلمة الله هي الطريق والحقّ والحياة وأنها بالتأكيد الأساس الذي يجب أن أعتمد عليه للبقاء على قيد الحياة. ولذلك ازداد إيماني بالله تلقائيًّا. أتذكَّر أن حُرَّاس السجن اضطهدوني وقيَّدوني بالأصفاد عن عمدٍ. لم أشرب قطرة ماءٍ لمدَّة ثلاثة أيَّامٍ وثلاث ليالٍ. وقد قال السجين المُقيَّد إلى جواري: "كان يوجد من قبل شابٌ مُكبَّل بالأصفاد وجاع حتَّى الموت هكذا من قبل. لقد رأيتُ أنك لم تأكل أيّ شيءٍ لعدَّة أيَّامٍ وما زالت روحك المعنويَّة مرتفعة". عندما سمعتُ كلماته اعتقدتُ أنه مع أنني لم أكن قد أكلتُ أو شربتُ أيّ شيءٍ لمدَّة ثلاثة أيَّامٍ وثلاث ليالٍ فإنني لم أكن أشعر بمشقَّة الجوع. شعرتُ بعمقٍ أن هذه كانت قوَّة الحياة في كلام الله التي تدعمني وتجعلني أرى الله يظهر لي في كلامه. كان قلبي مُتحمِّسًا باستمرارٍ؛ وتمكَّنتُ بالفعل في بيئة المعاناة هذه من اختبار حقيقة أنه: "لَيْسَ بِٱلْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا ٱلْإِنْسَانُ، بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ تَخْرُجُ مِنْ فَمِ ٱللهِ". هذه في الحقيقة أثمن ثروةٍ للحياة منحني إيَّاها الله، كما أنها عطيَّتي الفريدة. بالإضافة إلى ذلك، لم يكن من الممكن على الإطلاق حصولي على هذا في بيئةٍ لم أكن لأقلق فيها بشأن المأكل أو الملبس. والآن، صار لمعاناتي معنى وقيمة كبيرين! لم يسعني في هذا الوقت سوى أن أفكِّر في كلمات الله: "إنّ ما ورثتموه اليوم يفوق ما ورثه جميع الرسل والأنبياء السابقين، بل هو أعظم مما كان لموسى وبطرس. لا يمكن الحصول على البركات في غضون يوم أو يومين، إنما يجب اكتسابها بكثير من التضحية. بمعنى أنه يجب أن يكون لديكم الحب النقيّ والإيمان العظيم والحقائق الكثيرة التي يطلب منكم الله إدراكها. بالإضافة إلى ذلك، يجب أن تكونوا قادرين على طلبِ العدل وألا تُذعنوا أو تخضعوا أبداً. ويجب أن تتحلوا بمحبة ثابتة لله بلا هوادة. القرارُ مطلوبٌ منكم، وكذلك تغيير تدبير حياتكم. يجب معالجة فسادكم، وأن تقبلوا ترتيب الله بدون تذمّر، وأن تطيعوا حتى الموت. هذا ما يجب أن تحققوه. هذا هو هدف الله النهائي، ومطالب الله من هذه الجماعة من الناس" ("هل عمل الله بسيط جداً كما يتصور الإنسان؟" في الكلمة يظهر في الجسد). في محاولةٍ لفهم كلمات الله، أدركتُ أنه بعد المعاناة والتجارب تأتي البركات من الله، وهذا هو زاد الله ومياهه الأكثر عمليَّةً في الحياة لي. فالآن، مع أن الكلمات التي أعطاني الله إيَّاها قد تجاوزت أجيال القديسين، فإنني ما زلتُ بحاجةٍ إلى الإيمان والمثابرة كي أتمكَّن من أن أكون قويًّا خلال تجاربي وضيقاتي وأن أخضع لترتيبات الله وأن أنال خلاص الله. وبعدها سوف أتمكَّن من الدخول إلى حقيقة كلمة الله ورؤية أفعاله العجيبة. ولولا ثمن هذه المشقَّة لما كنتُ جديرًا بقبول وعود الله وبركاته. قادني تنوير كلام الله لأكون أكثر صلابة وقوَّة في الداخل؛ ولقد اتَّخذتُ قرارًا: التعاون الجادّ مع الله وتلبية مُتطلَّباته في خضمّ هذه البيئة المؤلمة والشهادة له حتَّى أتمكَّن من جني أعظم حصاد.

بعد شهرٍ واحد، أصدرت شرطة الحزب الشيوعيّ الصينيّ بحقّي التهمة غير المُبرَّرة بأنني "مشتبهٌ به في الإخلال بنظام المجتمع والإخلال بتطبيق القانون"، وحُكِمَ عليَّ بسنة إصلاحٍ عبر الأشغال. عندما دخلتُ معسكر الأشغال، نشر رجال الشرطة شائعات وسخافات بين السجناء، قائلين إنني مؤمن بالله القدير وهذا أسوأ من القتل والسرقة، كما حرَّضوا السجناء على تعذيبي. ولذلك كنتُ أتعرَّض للضرب مرارًا وتكرارًا، وأوضع في في مآزق على يد السجناء دون أدنى سببٍ. وقد جعلني هذا أرى حقًّا أن الصين جحيمٌ حيّ يسيطر عليه إبليس، أي الشيطان. إنها مظلمةٌ من كُلّ زاويةٍ ولا يُسمح فيها بوجود النور؛ ولا يوجد ببساطةٍ مكانٌ يمكن أن يحيا فيه المؤمنون بالله. كان رجال الشرطة يجبرونني خلال النهار على العمل في ورشةٍ. وعندما لم أفرغ من المطلوب مني كانوا يدعون السجناء لضربى عندما أعود إلى زنزانة السجن قائلين: "اقتلوا الدجاجة ليخاف القرد". بينما كنتُ في الورشة أعدّ الأكياس كنتُ أعدّ 100 كيسٍ ثم أربطها معًا. كان السجناء دائمًا ما يأتون عن قصدٍ ويأخذون كيسًا أو عدَّة أكياسٍ ممَّا كنتُ أعده ثم يقولون إنني أخطأتُ في العدّ ويأخذون ذلك ذريعةً ليلكموني ويركلوني. عندما كان حارس السجن يراني أتعرَّض للضرب كان يأتي ويسألني برياءٍ عمَّا كان يجري، فكان السجناء يُقدِّمون أدلَّةً كاذبة بأنني لم أكن أعدّ ما يكفي من الأكياس. عندها كان عليَّ تحمُّل وابلٍ من التعنيف من حارس السجن. بالإضافة إلى ذلك، كانوا يأمرونني بحفظ "قواعد السلوك" في كُلّ صباحٍ، وإن لم أحفظها تعرَّضتُ للضرب؛ أجبروني أيضًا على غناء أغنياتٍ تشيد بالحزب الشيوعيّ. وإن رأوا أنني لم أكن أغني أو أن شفتيّ لم تتحرَّكا فلا بدّ أن أتعرَّض للضرب في الليل. كانوا أيضًا يعاقبونني بإجباري على مسح الأرضيَّة، وإن لم أمسحها بحسب توقُّعاتهم تعرَّضتُ للضرب العنيف. في إحدى المرَّات بدأ بعض السجناء فجأةً في ضربي وركلي. وبعد أن ضربوني سألوني: "أيها الشاب، هل تعرف لماذا تتعرَّض للضرب؟ لأنك لم تقف وتُرحِّب بحارس السجن عندما جاء". وبعد كُلّ مرَّةٍ تعرَّضتُ فيها للضرب كنتُ أشعر بالغضب، ولكني لم أكن أجرؤ على قول أيّ شيءٍ. لم يكن يسعني سوى البكاء والصلاة الصامتة إلى الله وإخباره عن الاستياء والشعور بالظلم في قلبي بسبب هذا المكان الذي لا يحكمه عقلٌ ولا قانون. لم تكن توجد عقلانيَّةٌ هنا بل مُجرَّد عنفٍ. لم يكن الموجودون هنا بشرًا، بل كانوا مُجرَّد شياطين وعقارب مجنونة! شعرتُ بالكثير من الألم والضغط بالعيش في هذه المحنة كُلّ يومٍ؛ ولم أكن على استعدادٍ للبقاء دقيقةً أخرى. وفي كُلّ مرَّةٍ كانت تنتابني فيها حالة ضعفٍ وألم، كنتُ أفكِّر في كلمات الله القدير: "هل قبلتم من قبل البركات التي أعطيتكم إياها؟ هل سعيتم وراء الوعود التي قطعتها لكم؟ بالتأكيد، تحت إرشاد نوري، ستخترقون حصن قوى الظلمة. بالتأكيد، في وسط الظلمة، لن تخسروا النور الذي يرشدكم. بالتأكيد ستكونون أسياد الخليقة. بالتأكيد ستكونون غالبين أمام إبليس. بالتأكيد، عند سقوط مملكة التنين العظيم الأحمر، ستقفون وسط عدد لا يُحصى من الحشود تقدمون شهادة عن نصري. بالتأكيد ستكونون صامدين ولن تتزعزعوا في أرض سينيم. من خلال المعاناة التي تتحمَّلونها، سترثون البركة التي تأتي مني، وبالتأكيد ستشعون داخل الكون بأسره بمجدي" ("الفصل التاسع عشر" "كلام الله إلى الكون بأسره" في الكلمة يظهر في الجسد). شجَّعتني كلمات الله. فهمتُ أنه بغضّ النظر عمَّا إذا كان ما منحه لي الله هو النعمة والبركات أو التجربة والتنقية، فقد كان الهدف من المسألة كُلّها رعايتي وخلاصي؛ كان الهدف هو وضع الحقّ في نفسي وجعله حياتي. سمح الله بأن أختبر الاضطهاد والضيقة، ومع أنني عانيتُ معاناةً جسديَّة أليمة، فقد مكَّنتني المعاناة حقًّا من اختبار أن الله معي؛ وجعلتني أتمتَّع حقًّا بأن يصبح كلام الله خبزًا لحياتي وسراجًا لرجليَّ ونورًا لسبيلي، يقودني خطوةً بخطوةٍ عبر ثقب الجحيم المظلم هذا. هذه هي مَحبَّة الله وحمايته اللتان نعمتُ بهما ونلتهما أثناء الاضطهاد والضيقة. تمكَّنتُ في هذا الوقت من إدراك أنني كنتُ أعمى للغاية. في إيماني بالله، عرفتُ فقط كيفيَّة التمتُّع بنعمة الله وبركته ولم أسع وراء الحقّ والحياة بأدنى درجةٍ. بمُجرَّد أن عاني جسدي مشقَّةً طفيفة كنتُ أنتحب باستمرارٍ؛ لم أكن أفهم ببساطةٍ مشيئة الله ولم أسع لفهم عمل الله. كنتُ أجعل الله يشعر دائمًا بالحزن والألم بسببي. كنتُ حقًّا منعدم الضمير! عند شعوري بالندم واللوم، صلَّيتُ إلى الله صامتًا: "أيُّها الله القدير، يمكنني أن أرى أن كُلّ شيءٍ تفعله هو لكي تُخلِّصني وتقتنيني. ولكنني أكره كوني هكذا مُتمرِّدًا وأعمى وعديم الإنسانيَّة. لطالما أخطأتُ فهمك ولم أكن مراعيًا لمشيئتك. يا الله، لقد أيقظت اليوم كلمتك قلبي وروحي المُتبلِّدين وجعلتني أفهم مشيئتك. لم أعد أرغب في الحصول على رغباتي ومُتطلِّباتي الخاصَّة؛ سوف أخضع لترتيباتك وحسب. وحتَّى لو اضطررتُ لأن أعاني جميع المشقَّات، سوف أظلّ أتعاون معك باجتهادٍ وأشهد شهادات مُدويَّة لك طوال اضطهادات الشيطان. سوف أسعى للانفلات من تأثير إبليس وأحيا حياة إنسانٍ صادق لإرضائك". فهمتُ بعد الصلاة مقاصد الله الحسنة وعرفتُ أن كُلّ بيئةٍ سمح لي الله باختبارها كانت أعظم ما لدى الله من مَحبَّةٍ وخلاص لي. وبذلك لم أعد أُفكِّر في أن أُخيِّب أمل الله أو أسيء فهمه. رغم أن الوضع كان لا يزال كما هو، إلَّا أن قلبي كان مليئًا بالفرح والمسرَّة حقًّا؛ شعرتُ أنه من الشرف أن أكون قادرًا على تحمُّل المشاقّ والاضطهاد بسبب إيماني بالله، وكانت هذه عطيَّةٌ فريدة لي أنا الفاسد؛ كانت نعمة الله وبركته الخاصَّتان لي.

بعد أن اختبرتُ سنةً من المشقَّة في السجن أرى أن قامتي ضئيلة للغاية وأنني أفتقر إلى مقدارٍ كبير من الحقّ. لقد عوَّضني الله القدير بحقٍّ عن عيوبي من خلال هذه البيئة الفريدة وسمح لي بالنموّ. وفي شدَّتي؛ مكَّنني من الحصول على أثمن ثروةٍ في الحياة، وهي أن أفهم العديد من الحقائق التي لم أفهمها في الماضي وأن أرى بوضوحٍ الجرائم الشنيعة التي يرتكبها الحزب الشيوعيّ الصينيّ باضطهاد الله وتعذيب المسيحيّين. أدركتُ المظهر البغيض لإبليس، أي الشيطان، والجوهر الرجعيّ لمقاومته لله. اختبرتُ باجتهادٍ الخلاص والرحمة العظيمين من الله القدير لي أنا الفاسد، وشعرتُ أن القوَّة والحياة في كلام الله القدير يمكنهما أن تجلبا لي النور وأن تكونا حياتي وتجعلاني أغلب إبليس وأخرج من وادي ظلال الموت منتصرًا. وبالمثل، أدركتُ أيضًا أن الله القدير يقودني على طريق الحياة السليم. إنه الطريق الساطع لنيل الحقّ والحياة! من الآن فصاعدًا، مهما كان الاضطهاد أو الضيقات أو الغوايات الخطيرة التي أواجهها، فإنني على استعدادٍ لمواصلة طلب الحقّ باجتهادٍ ونيل طريق الحياة الأبديَّة التي منحها لي الله القدير.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق