السبت، 6 أبريل 2019

البرق الشرقي|كنيسة الله القدير|أولئك الذين سيصيرون كاملين يجب أن يخضعوا للتنقية

كلمات الله بطاقة العنوان|كنيسة الله القدير|البرق الشرقي
كلمات الله بطاقة العنوان

البرق الشرقي|كنيسة الله القدير|أولئك الذين سيصيرون كاملين يجب أن يخضعوا للتنقية

إذا كنت تؤمن بالله، فعليك أن تطيع الله، وأن تمارس الحق، وأن تتمم جميع واجباتك. كما يجب أن تفهم الأمور التي يجب عليك اختبارها. إن كنت فقط تختبر التعامل معك والتأديب والدينونة، وكنت قادرًا فقط على التمتع بالله، ولكنك غير قادر على الشعور بتأديب الله لك أو تعامله معك، فهذا أمر غير مقبول. ربما في هذه الحالة من التنقية تكون قادرًا على الثبات على موقفك. ولكن هذا لا يزال غير كافٍ؛ فيجب أن تسير إلى الأمام. إن درس محبة الله لا نهاية له، لا نهاية له أبدًا.
    يرى الناس أن الإيمان بالله بسيط للغاية، ولكن بمجرد اكتسابهم بعض الخبرة العملية، يدركون أن الإيمان بالله ليس بسيطًا كما يتخيله الناس. عندما يعمل الله على تنقية الإنسان، يعاني الإنسان، ويصبح حبه لله أكبر، ويظهر فيه قدر أكبر من قدرة الله. كلما نال الإنسان قدرًا أقل من التنقية، قلَّ حبه لله، وظهر فيه قدر أقل من قدرة الله. وكلما زادت تنقيته وألمه، وزاد عذابه، ازداد عمق محبته الحقيقية لله، وأصبح إيمانه بالله أكثر صدقًا، وتعمقت معرفته بالله. سترى في اختباراتك أن أولئك الذين يعانون من قدر كبير من التنقية والألم، والكثير من التعامل والتأديب، لديهم حب عميق نحو الله، ومعرفة بالله أكثر عمقًا ونفاذًا. أولئك الذين لم يختبروا التعامل معهم ليس لديهم سوى معرفة سطحية، ولا يمكنهم إلا أن يقولوا: "إن الله صالح جدًا، يمنح النعمة للناس حتى يتمكنوا من التمتع به." إذا كان الناس قد اختبروا التعامل معهم والتأديب، فهم قادرون على التحدث عن المعرفة الحقيقية بالله. لذا فكلما كان عمل الله عجيبًا في الإنسان، تزداد قيمته وأهميته. وكلما وجدت العمل منيعًا وأكثر تعارضًا مع مفاهيمك، كان عمل الله أكثر قدرة على إخضاعك وربحك وجعلك كاملاً. إن أهمية عمل الله عظيمة! إذا لم يُنق الله الإنسان بهذه الطريقة، وإذا لم يعمل وفقًا لهذه الطريقة، سيكون عمله غير فعّال وبلا مغزى. هذا هو السبب وراء الأهمية الاستثنائية لاختياره لمجموعة من الناس في الأيام الأخيرة. قيل من قبل إن الله سيختار هذه المجموعة ويربحها. كلما زاد العمل الذي يقوم به في داخلكم، ازداد عمق محبتكم ونقاءها. وكلما كان عمل الله عظيمًا، تمكّن الإنسان من تذوق حكمته، وتعمّقت معرفة الإنسان به. سوف تنتهي الستة آلاف سنة من خطة تدبير الله خلال الأيام الأخيرة. هل يمكن أن ينتهي الأمر بهذا الشكل بسهولة؟ بمجرد أن يُخضع البشر، هل سينتهي عمله؟ هل يمكن أن يكون الأمر بهذه البساطة؟ يتخيل الناس أن الأمر بسيط للغاية، لكن ما يفعله الله ليس بهذه البساطة. بغض النظر عن أي جزء يعمله الله في عمله، فهو برمته لا يستطيع الإنسان أن يدركه. لو كنت تقدر على إدراكه، فسيكون عمل الله بلا أهمية أو قيمة. العمل الذي قام به الله لا يمكن إدراكه، ومتعارض تمامًا مع مفاهيمك، وكلما كان أكثر تناقضًا مع مفاهيمك، فهذا يُظِهر أن عمل الله له معنى؛ لو كان متوافقًا مع مفاهيمك، لما كان له معنى. واليوم، تشعر أن عمل الله عجيب للغاية، وكلما كان عجيبًا، شعرت أن الله لا يمكن إدراكه، وترى مدى عظمة أعمال الله. إذا لم يفعل سوى عمل سطحي وروتيني لإخضاع الإنسان ثم تمّ ذلك، فحينئذٍ سيكون الإنسان عاجزًا عن رؤية أهمية عمل الله. ومع أنك تخضع لقليل من التنقية الآن، إلا أنها مفيدة للغاية لنمو حياتك – ومن ثمَّ فإن هذه الضيقة هي ضرورة قصوى لكم. إنك تخضع لقليل من التنقية الآن، ولكن بعد ذلك سوف تكون قادرًا حقًا على رؤية أعمال الله، وسوف تقول في النهاية: "أعمال الله عجيبة جدًا!" سوف تكون هذه هي الكلمات التي في قلبك. بعد اختبار تنقية الله لفترة من الزمن (تجربة[1] العاملين في الخدمة وأزمنة التوبيخ)، قال بعض الناس في النهاية: "الإيمان بالله صعب للغاية!" تبين كلمة "صعب" أن أعمال الله لا يمكن إدراكها، وأن لعمل الله أهمية وقيمة عظيمتين، وهو جدير بأن يقدِّره الإنسان. إذا لم تكن لديك أدنى معرفة بعد أن أتممت الكثير من العمل، فهل يمكن أن يظل لعملي قيمة؟ سيجعلك هذا تقول: "خدمة الله صعبة حقًا، وأعمال الله عجيبة جدًا، والله حقًا حكيم! إنه جميل للغاية!" إذا تمكنت من قول مثل هذه الكلمات بعد اجتيازك لفترة من الاختبار، فهذا يثبت أنك قد نلت عمل الله في داخلك. في أحد الأيام، عندما تسافر إلى الخارج لنشر الإنجيل ويسألك شخص ما: "كيف هو إيمانك بالله؟" ستتمكن من قول: "إن أعمال الله رائعة جدًا!" وبمجرد أن يراك تقول هذا، سيشعر بأن هناك شيئًا بداخلك وأن أعمال الله لا يمكن إدراكها حقًا. هذه هي الشهادة بالحق. ستقول إن عمل الله مليء بالحكمة، وإن عمله فيك قد أقنعك حقًا وأخضع قلبك. ستحبه دائمًا لأنه بالفعل يستحق حب البشرية! إذا كنت تستطيع التحدث عن هذه الأشياء، فيمكنك تحريك قلوب الناس. كل هذا هو الشهادة. إذا كنت قادرًا على أن تقدم شهادة مدويَّة، وأن تحث الناس على البكاء، فهذا يدل على أنك حقًا أحد الذين يحبون الله. ذلك لأنك قادر على التصرف كشاهد على محبة الله ويمكن التعبير عن أفعال الله من خلالك. ومن خلال تعبيرك، يمكن لأشخاص آخرين السعي لأفعاله، واختبار الله، وسيتمكنون من الوقوف بثبات في أي بيئة يجدون أنفسهم فيها. إن الشهادة بهذه الطريقة وحدها هي الشهادة الحقيقية، وهذا هو بالضبط المطلوب منك الآن. يجب أن تقول إن أفعال الله لها قيمة كبيرة وتستحق أن يعتز بها الناس، وإن الله عزيز جدًا وسخي جدًا، ولا يستطيع أن يتكلم فحسب، بل يمكنه أيضًا أن ينقي قلوب الناس، ويمنحهم المتعة، ويربحهم ويُخضعهم ويكمّلهم. سترى من اختبارك أن الله محبوب للغاية. لذا، كم تحب الله الآن؟ هل تستطيع حقًا قول هذه الأشياء من قلبك؟ عندما تكون قادرًا على التعبير عن هذه الكلمات من أعماق قلبك، ستتمكن من الشهادة. فبمجرد أن تصل خبرتك إلى هذا المستوى، ستكون قادرًا على أن تكون شاهدًا لله، ومؤهلاً لذلك. إذا لم تصل إلى هذا المستوى في اختبارك، فستبقى بعيدًا جدًا. من الطبيعي أن يكون لدى الناس نقاط ضعف أثناء التنقية، ولكن بعد التنقية يجب أن تكون قادرًا على أن تقول: "إن الله حكيم للغاية في عمله!" إذا كنت قادرًا حقًا على أن تعترف اعترافًا عمليًا بهذا الأمر، فهذا أمر ثمين، واختبارك ذو قيمة.
ما الذي تسعى إليه الآن؟ ما يجب عليك السعي إليه هو ما إذا كنت قادرًا على التعبير عن أعمال الله، وما إن كان بإمكانك أن تصبح تعبيرًا عن الله وتجليًا له، وما إذا كنت جاهزًا لأن يستخدمك. ما هو مقدار العمل الذي قام به الله حقًا في داخلك؟ ما مقدار ما رأيت أو لمست؟ ما مقدار ما اختبرته وتذوقته؟ سواء أكان الله قد اختبرك أم تعامل معك أم أدبك – فمهما كان الأمر، فإن أفعاله وعمله قد نُفذَّا عليك، ولكن كمؤمن بالله، كشخص يرغب في السعي لنوال الكمال من قِبَلِه، فهل أنت قادر على التعبير عن أفعال الله من خلال اختبارك العملي؟ هل يمكنك أن تحيا بحسب الله من خلال هذا؟ هل تستطيع أن تعول الآخرين من خلال اختبارك العملي الشخصي، وتبذل نفسك من أجل عمل الله؟ لكي تكون شاهدًا لأفعال الله، يجب أن تكون قادرًا على التعبير عن أفعاله، ويتم ذلك من خلال اختبارك ومعرفتك والمعاناة التي تحملتها. هل أنت شخص يشهد لأعمال الله؟ هل لديك هذا الطموح؟ إذا كنت قادرًا على الشهادة لاسمه، بل والشهادة لأفعاله، وتعيش بحسب الصورة التي يطلبها من شعبه، فأنت شاهد لله. كيف تشهد بالفعل لله؟ بالسعي والتطلع للحياة بحسب الله، والتعبير عن أفعال الله من خلال كلماتك، والسماح للناس أن يعرفوا أفعاله ويروها – إذا كنت تسعى حقًا إلى كل هذا، فإن الله سوف يكمِّلك. إذا كان كل ما تسعى إليه هو أن تنال الكمال من الله وأن تكون مباركًا في النهاية، فإن منظور إيمانك بالله ليس نقيًا. يجب أن تسعى إلى كيفية رؤية أعمال الله في الحياة الحقيقية، وكيف ترضيه عندما يكشف عن إرادته لك، وأن تسعى إلى أن تشهد لعجائبه وحكمته، وكيف تبرهن على تأديبه لك وتعامله معك. يجب عليك محاولة اكتشاف كل هذه الأشياء الآن. إذا كان حبك لله هو لمجرد أن تتمكن من المشاركة في مجد الله بعد أن يكمِّلك، فإنه لا يزال غير كافٍ ولا يمكنه تلبية متطلبات الله. فيجب أن تكون قادرًا على الشهادة لأفعال الله، وتلبية مطالبه، واختبار العمل الذي قام به على الناس بطريقة عملية. سواء أكان ذلك ألمًا أم دموعًا أم حزنًا، فيجب عليك اختبار كل ذلك اختبارًا عمليًا. هذا كل شيء حتى تكون شاهدًا لله. تحت أي سيادة بالضبط تعاني أنت الآن وتسعى للكمال؟ هل لتشهد لله؟ هل لأجل بركات الجسد أم لأجل التطلعات المستقبلية؟ يجب وضع جميع نواياك ودوافعك وأهدافك الشخصية التي تسعى إليها في موضعها الصحيح، وألا تسترشد بإرادتك الخاصة. إذا سعى شخص ما إلى الكمال ليتلقى البركات ويملك السلطة، في حين سعى الآخر إلى الكمال لإرضاء الله وليكون حقًا شاهدًا لأعمال الله، فأي منهما سوف تختار وسائل سعيه؟ إذا اخترت الأول، فأنت لا تزال بعيدًا جدًا عن معايير الله. لقد قلت من قبل لكي تُعرف أفعالي علنًا في الكون كله، وأنني سأملك كملك في الكون. من ناحية أخرى، ما أُوكل إليكم هو أن تشهدوا لأفعال الله، لا أن تكونوا ملوكًا وتظهروا للكون كله. فلتملأ أعمال الله الكون بأسره، وليرها الجميع ويقر بها. إن التحدث بهذا له علاقة بالله نفسه، وما ينبغي على البشر القيام به هو الشهادة لله. ما مقدار معرفتك بالله الآن؟ ما مقدار ما يمكنك الشهادة عنه في الله؟ ما هدف الله من تكميل الإنسان؟ بمجرد أن تفهم إرادة الله، كيف يجب أن تُظهر مراعاةً نحو إرادته؟ إذا كنت مستعدًا لأن تكون كاملاً ومستعدًا للشهادة لأعمال الله من خلال ما تحياه، وإذا كان لديك هذه القوة الدافعة، فعندئذٍ لا يوجد ما هو صعب للغاية. ما يحتاجه الناس الآن هو الثقة. إذا كان لديك هذه القوة الدافعة، فمن السهل أن تتخلى عن السلبية والاستسلام والكسل والمفاهيم الجسدية وفلسفات الحياة والشخصية المتمرّدة والمشاعر وما إلى ذلك.
أثناء اجتياز التجارب، من الطبيعي أن يكون الناس ضعفاءً، أو تتملكهم السلبية في داخلهم، أو يفتقرون إلى فهم إرادة الله أو طريقهم في الممارسة. ولكن على أية حال، يجب أن يكون لك إيمان بعمل الله مثل أيوب، وألا تنكره. مع أنَّ أيوب كان ضعيفًا ولعن يوم ولادته، إلا أنه لم ينكر أن كل ما في الحياة الإنسانية قد منحه يهوه، وأن يهوه هو أيضًا الوحيد الذي يأخذ كل شيء. وبغض النظر عن الكيفية التي جُرب بها، فقد احتفظ بهذا الإيمان. وبغض النظر عن نوع التنقية التي تجتازها في اختباراتك من كلام الله، فإن الله يتطلب إيمان البشر. بهذه الطريقة، ما ينال الكمال هو إيمان الناس وتطلعاتهم. عندما لا يمكنك اللمس أو الرؤية، ففي ظل هذه الظروف يكون إيمانك مطلوبًا. إيمان الناس مطلوب عندما لا يمكن رؤية شيء ما بالعين المجردة، وإيمانك مطلوب حينما لا يمكنك التخلي عن مفاهيمك الخاصة. عندما لا تفهم عمل الله، فإن المطلوب هو إيمانك وأنّ تتَّخذ موقفًا ثابتًا وتقف شاهدًا. حينما وصل أيوب إلى هذه النقطة، ظهر له الله وتكلم معه. بمعنى أنك لن تتمكن من رؤية الله إلا من داخل إيمانك، وسيكمِّلك الله عندما يكون لديك إيمان. بدون إيمان لا يمكنه فعل هذا. سوف يمنحك الله ما تريد أن تربحه. إذا لم يكن لديك إيمان، فلا يمكنك أن تصل للكمال، ولن تكون قادرًا على رؤية أفعال الله، بل ولن ترى قدرته الكلية. عندما يكون لديك إيمان ويمكنك أن تتلامس مع أفعاله في اختبارك العملي، فسيظهر لك الله، وينيرك ويرشدك من الداخل. بدون ذلك الإيمان، لن يتمكن الله من فعل ذلك. إذا فقدت رجاءك في الله، فكيف يمكنك اختباره؟ لهذا فعندما يكون لك إيمان ولا تتبنى شكوكًا نحو الله، وعندما يكون لك إيمان حقيقي به بغض النظر عمّا يفعله، فحينها سوف ينيرك ويهديك في اختباراتك، وعندئذٍ فقط سوف تكون قادرًا على رؤية أفعاله. تتحقق كل هذه الأشياء من خلال الإيمان، ولا يتحقق الإيمان إلا من خلال التنقية – لا يمكن أن ينمو الإيمان في غياب التنقية. إلى ماذا يشير الإيمان؟ الإيمان هو اعتقاد حقيقي وقلب مخلص يجب أن يمتلكه البشر عندما لا يستطيعون رؤية شيء ما أو لمسه، وعندما لا يكون عمل الله متماشيًا مع المفاهيم البشرية، وعندما يكون بعيدًا عن متناول الإنسان. هذا هو الإيمان الذي أتحدث عنه. الناس بحاجة إلى الإيمان في أوقات الضيقة والتنقية، ومع الإيمان تأتي التنقية، ولا يمكن فصلهما. بغض النظر عن كيفية عمل الله أو نوع البيئة التي تعيش فيها، ستتمكن من السعي للحياة والسعي لنمو عمل الله فيك والسعي للحق. سيكون لديك فهم لأفعال الله وستكون قادرًا على التصرف وفقًا للحق. هذا هو إيمانك الحقيقي، وهذا يدل على أنك لم تفقد رجاءك في الله. سوف تظل تسعى إلى الحق أثناء التنقية، وسوف تكون قادرًا على محبة الله حقًا، ولن يكون لديك شكوك نحوه. بغض النظر عمّا يفعله، سوف تستمر في ممارسة الحق لإرضائه، وسوف تكون قادرًا على البحث عن إرادته بعمق، ومتفهمًا لإرادته. هذا فحسب هو الإيمان الحقيقي بالله. عندما قال الله من قبل إنك ستملك كملك، فإنك أحببته، وعندما أظهر نفسه علنًا لك، كنت تتبعه. لكن الآن الله محتجب، ولا يمكنك رؤيته، وقد أتت عليك المتاعب. في هذا الوقت، هل تفقد الرجاء في الله؟ لذلك في كل الأوقات يجب عليك السعي وراء الحياة والسعي لإرضاء مشيئة الله. هذا ما يسمى بالإيمان الحقيقي، وهو أصدق أنواع الحب وأجملها.
اعتاد الناس على اتخاذ قراراتهم أمام الله قائلين: "بغض النظر عمّن لا يحب الله، يجب عليّ أن أحبه." لكنك الآن تواجه التنقية. إنها لا تتماشى مع مفاهيمك، لذلك تفقد الإيمان بالله. هل هذا حب حقيقي؟ لقد قرأت عدة مرات عن أفعال أيوب – هل نسيتها؟ لا يمكن أن يتشكل الحب الحقيقي إلا من داخل الإيمان. إنك تُنمي حبًا حقيقيًا نحو الله من خلال تنقيتك، وتتفهم في اختباراتك الفعلية إرادة الله من خلال إيمانك، ومن خلال الإيمان تتخلى عن جسدك وتسعى إلى الحياة – وهذا ما يجب على الناس فعله. إذا قمت بذلك، فستتمكن من رؤية أفعال الله، ولكن إن كنت تفتقر إلى الإيمان، فلن تتمكن من ذلك، ولن تتمكن من اختبار عمله. إذا كنت تريد أن يستخدمك الله ويكمِّلك، فيجب أن تمتلك كل شيء: الرغبة في المعاناة والإيمان والتحمل والطاعة، وكذلك القدرة على اختبار عمل الله، والحصول على فهم لإرادته، وتَفَهُم حزنه. إن تكميل شخص ليس سهلاً، وكل مرة تمر فيها بالتنقية تتطلب إيمانك ومحبتك. إن أردت أن يكمِّلك الله، فمجرد إتاحة نفسك ليس كافيًا، ولا يكفي أيضًا أن تبذل نفسك من أجل الله. يجب أن تمتلك أشياءً كثيرة لتكون قادرًا على أن تصبح شخصًا يكمِّله الله. عندما تواجه معاناة، يجب أن تكون قادرًا على عدم مراعاة الجسد وعدم التذمّر على الله. عندما يحجب الله نفسه عنك، يجب أن تكون قادرًا على أن يكون لديك الإيمان لتتبعه، وأن تحفتظ بمحبتك السابقة دون أن تسمح لها بأن تتعثَّر أو تختفي. مهما كان ما يفعله الله، يجب أن تخضع لتصميمه، وتكون أكثر استعدادًا للعن جسدك بدلاً من التذمر على الله. عندما تواجه التجارب، يجب عليك إرضاء الله دون أي تردد في التخلي عن شيء تحبه، أو البكاء بمرارة. هذان فحسب هما ما يمكن تسميتهما الحب والإيمان الحقيقيين. بغض النظر عن قامتك الفعلية، يجب أن تمتلك أولاً الرغبة في المعاناة من الضيقة، وكذلك إيمانًا حقيقيًا، ويجب أن تكون لديك الرغبة في التخلي عن الجسد. يجب أن تكون على استعداد لتحمل المصاعب الشخصية وأن تعاني من خسائر في مصالحك الشخصية من أجل إرضاء مشيئة الله. يجب أيضًا أن يكون لديك قلب يندم على حالك، وأنك لم تكن قادرًا على إرضاء الله في الماضي، وأن تكون قادرًا على الندم على حالك الآن. لا يمكن أن تنقص أية واحدة من هذه الأمور، وسيكمِّلك الله من خلال هذه الأمور. إذا كنت تفتقر إلى هذه الشروط، لا يمكنك أن تصل للكمال.
قد رأى جميع الناس الآن أن الشخص الذي يخدم الله لا يجب أن يعرف كيف يعاني من أجله فحسب، بل أن يفهم أن الإيمان بالله هو من أجل السعي إلى محبته. لا يقتصر استخدام الله لك على تنقيتك أو معاناتك فحسب، بل أيضًا أن تعرف أفعاله، وأن تعرف الأهمية الحقيقية للحياة الإنسانية، وأن تعرف على وجه التحديد أن خدمة الله ليست مهمة سهلة. إن اختبار الله لا يتعلق بالتمتع بالنعمة، بل يتعلق بالأحرى بالمعاناة بسبب محبتك له. لأنك تتمتع بنعمة الله، فيجب عليك أيضًا التمتع بتوبيخه – يجب عليك اختبار كل هذه الأمور. يمكنك اختبار استنارة الله في داخلك، ويمكنك أيضًا اختبار تعامله معك ودينونته لك. بهذه الطريقة تختبر كل الجوانب. لقد قام الله بعمل دينونته عليك، وقام أيضًا بعمل توبيخك. لقد تعاملت كلمة الله معك، لكنها أيضًا أنارتك وأرشدتك. لا تزال يد الله تشدك بقوه عندما تريد الهرب. كل هذا العمل هو لأجل أن تعرف أن كل شيء متعلق بالإنسان هو تحت رحمة الله. قد تعتقد أن الإيمان بالله يعني المعاناة، أو القيام بأشياء كثيرة من أجله، أو من أجل سلام جسدك، أو أن تسير الأمور على ما يرام لأجلك، وأن يكون كل شيء مريحًا، لكن لا يجب أن تكون هذه الأمور أسبابًا لإيمان الناس بالله. إذا كان هذا هو ما تؤمن به، فإن وجهة نظرك غير صحيحة ولا يمكنك ببساطة أن تصير كاملاً. إن أفعال الله وشخصيته البارة وحكمته وكلامه وكونه عجيبًا وغير مُدرَك هي أمور يجب أن يفهمها الناس. استخدم هذا الفهم للتخلص من الطلبات الشخصية وكذلك الآمال الفردية والمفاهيم التي في قلبك. فقط من خلال التخلص من هذه الأمور يمكنك أن تلبي الشروط التي يطلبها الله. وفقط من خلال هذا يمكنك أن تقتني الحياة وتُرضي الله. إن الإيمان بالله هو من أجل إرضائه ومن أجل الحياة بحسب الشخصية التي يريدها، حتى يمكن إظهار أفعاله ومجده من خلال هذه المجموعة من الأشخاص غير المستحقين. هذا هو المنظور الصحيح للإيمان بالله، وأيضًا الهدف الذي يجب أن تسعى إليه. يجب أن يكون لديك وجهة نظر صحيحة عن الإيمان بالله والسعي للحصول على كلام الله. إنك بحاجة لأن تأكل كلام الله وتشربه، وأن تكون قادرًا على الحياة بحسب الحق، ولاسيما أن ترى أفعاله العملية، وأن ترى أعماله الرائعة في جميع أنحاء الكون، وأيضًا العمل الفعلي الذي يعمله في الجسد. من خلال اختبارات الناس الفعلية يمكنهم أن يقدّروا كيف يقوم الله بعمله عليهم وما هي إرادته من نحوهم. كل هذا لأجل التخلص من شخصيتهم الشيطانية الفاسدة. خلّص نفسك من داخلك النجس والشرير، وجرّد نفسك من نواياك الخاطئة، وبهذا يمكنك اقتناء إيمان حقيقي بالله. لا يمكنك أن تحب الله حقًا إلا من خلال اقتناء إيمان حقيقي. فلا يمكنك أن تحب الله حبًا صادقًا إلا على أساس إيمانك به. هل يمكنك الوصول لمحبة الله دون الإيمان به؟ بما أنك تؤمن بالله، فلا يمكن أن تكون مشوشًا بشأن هذا الأمر. بعض الناس يمتلئون بالحيوية بمجرد أن يروا أن الإيمان بالله سيجلب لهم البركات، لكنهم يفقدون كل طاقتهم بمجرد أن يروا أنهم يعانون من عمليات التنقية. هل هذا هو الإيمان بالله؟ في النهاية، يتعلق الإيمان بالله بالطاعة الكاملة والمطلقة أمامه. أنت تؤمن بالله، لكنك لا تزال لديك مطالب، ولديك العديد من الأفكار الدينية التي لا يمكنك التجرد منها، والمصالح الشخصية التي لا يمكنك التخلي عنها، ولا تزال تسعى للبركات الجسدية، وتريد من الله أن ينقذ جسدك، وأن يخلّص نفسك – هذه جميعها تعبيرات الناس من منظور خاطئ. ومع أن الناس الذين لديهم معتقدات دينية يمتلكون إيمانًا بالله، فإنهم لا يسعون إلى حدوث تغيير في شخصيتهم، ولا يسعون لمعرفة الله، ولا يسعون إلا لمصالح جسدهم. كثيرون منكم لديهم إيمان يندرج تحت فئة المعتقدات الدينية. هذا ليس إيمانًا حقيقيًا بالله. لكي يؤمن الناس بالله يجب عليهم أن يمتلكوا قلبًا يعاني من أجله ورغبةً في التخلي عن أنفسهم. وما لم يستوفوا هذين الشرطين، فإنه لا يعتبر إيمانًا بالله، ولن يكونوا قادرين على تحقيق تغيير في الشخصية. الأشخاص الذين يبحثون عن الحق بصدقٍ، ويسعون إلى معرفة الله، ويفتّشون عن الحياة هم وحدهم أولئك الذين يؤمنون حقًا بالله.
عندما تصيبك التجارب، كيف ستدمج عمل الله لمواجهتها؟ هل ستكون سلبيًا أم ستفهم تنقية الله للبشر من منظور إيجابي؟ ما الذي ستربحه من عمليات تنقيتك؟ هل سينمو حبك لله؟ عندما تخضع للتنقية، هل ستتمكن من دمج تجارب أيوب وتتعامل مع عمل الله بداخلك بجدية؟ هل ستكون قادرًا على رؤية كيف يختبر الله البشر من خلال تجارب أيوب؟ ما نوع الإلهام الذي يمكن أن تقدمه لك تجارب أيوب؟ هل ستكون على استعداد للشهادة لله في وسط تنقيتك، أم سترغب في إرضاء الجسد في بيئة مريحة؟ ما هو حقًا منظورك عن الإيمان بالله؟ هل حقًا من أجله، وليس من أجل الجسد؟ هل لديك فعليًا هدف لسعيك؟ هل أنت على استعداد للخضوع لتنقية الله، أو تفضل توبيخ الله ولعنته؟ كيف ترى حقًا قضية الشهادة لله؟ ماذا يجب أن يفعل الناس في بيئات معينة ليكونوا بحق شهودًا لله؟ بما أن الإله العملي قد أظهر الكثير من العمل الفعلي في داخلك، لماذا لديك دائمًا فكرة الرحيل؟ هل إيمانك بالله هو من أجل الله؟ يرى معظمكم أنه لأجل الخطط الفردية والسعي لتحقيق المنفعة الشخصية. لكن قلة قليلة من الناس يؤمنون بالله من أجل الله – أليس هذا تمردًا؟
إن عمل التنقية يهدف في المقام الأول لتكميل إيمان الناس وحتى تصل في النهاية إلى حالة تريد معها الرحيل ولكنك لا تستطيع، حيث يوجد بعض الناس محرومين من بارقة أمل، لكنهم لا يزالون يحفظون إيمانهم، وحيث لم يعد لدى الناس أمل في مستقبلهم، ففي هذا الوقت فقط ستنتهي تنقية الله. ما زالت البشرية لم تصل إلى مرحلة التأرجح بين الحياة والموت – فإنها لم تتذوق الموت، لذا فإن التنقية لم تصل إلى نهاية. حتى أولئك الذين كانوا في خطوة العاملين في الخدمة لم ينالوا التنقية إلى أقصى درجةٍ، ولكن وصل أيوب إلى هذه المرحلة، دون وجود شيء يعتمد عليه. يجب على الناس أن يجتازوا التنقية إلى درجة يصبحون فيها بلا أمل وبلا شيء يعتمدون عليه – وعندئذٍ فقط تكون هذه تنقية حقيقية. خلال وقت العاملين في الخدمة، كان قلبك دائمًا هادئًا أمام الله. فمهما كان ما فعله ومهما كانت إرادته من نحوك، فقد أطعت دائمًا ترتيباته وفهمت كل شيء في نهاية الطريق. إن اجتياز تجارب أيوب هو أيضًا اجتياز تجارب بطرس. فعندما اُختبر أيوب وقف شاهدًا، وفي النهاية أظهر يهوه ذاته له. ولم يصبح مستحقًا لرؤية وجه الله إلا بعد أن وقف شاهدًا. لماذا يقال: "إنني أحتجب عن أرض الدنس، لكنني أُظهر ذاتي للمملكة المقدسة"؟ هذا يعني أنه لا يمكنك أن تحصل على كرامة رؤية وجه الله إلا عندما تكون مقدسًا وتقف شاهدًا. إذا كنت لا تستطيع أن تقف شاهدًا له، فأنت لا تملك كرامة رؤية وجهه. إذا تراجعت عند مواجهة التنقية أو تذمرت على الله بسببها، وأخفقت في أن تقف شاهدًا من أجله وكنت أضحوكة الشيطان، فلن تحظى بظهور الله. إذا كنت مثل أيوب، الذي لعن جسده ولم يتذمر على الله في وسط تجاربه، واستطاع أن يمقت جسده دون أن يتذمر أو يخطئ في كلامه، فهذا معناه أنك تقف شاهدًا. عندما تجتاز التنقية وتصل إلى درجة معينة وتظل مثل أيوب، مطيعًا تمامًا أمام الله ولا تطلب متطلبات أخرى منه وليس لديك مفاهيمك الخاصة، فعندئذٍ يظهر لك الله. لا يظهر الله لك الآن لأن لديك الكثير من مفاهيمك الخاصة، وانحيازاتك الشخصية، وأفكارك الأنانية، ومتطلباتك الفردية، ومصالحك الجسدية، ولذا فلا تستحق رؤية وجهه. إذا رأيت الله، فسوف تقيسه من خلال مفاهيمك الخاصة - وهكذا تكون أنت مَنْ تسمّره على الصليب. إذا أتت عليك أمور كثيرة لا تتوافق مع مفاهيمك، لكنك تستطيع أن تنحّيها جانباً وتعرف تصرّفات الله من هذه الأمور، وفي وسط التنقية تكشف عن قلبك المحب لله، فهذا ما يعنيه أن تقف شاهدًا. إذا كان منزلك ينعم بالسلام، وتتمتع براحة الجسد، ولا يضطهدك أحد، ويطيعك إخوتك وأخواتك في الكنيسة، فهل يمكنك إظهار قلبك المحب لله؟ هل يمكن لهذا أن ينقيك؟ لا يمكن إظهار حبك لله إلا من خلال التنقية، ولا يمكنك أن تصل للكمال إلّا من خلال أمور جارية لا تتماشى مع مفاهيمك. إن الله يكمِّلك من خلال العديد من الأمور السلبيَّة والكثير من الشدائد. يسمح لك الله باكتساب المعرفة، ومن ثمَّ يكمِّلك، من خلال العديد من أعمال الشيطان واتهاماته وظهوره في كثير من الناس.
عندما تتلامس مع أفعال الله في اختبارك العملي، فسيظهر لك، وينيرك ويرشدك من الداخل. إذا لم تكن قادرًا على طاعة كلامه، فلن يتمكن من القيام بذلك. إذا كنت تفتقر إلى الإيمان، وفقدت رجاءك في الله، فكيف سيكون اختبارك؟ إذا كان لديك إيمان حقيقي به ولا تساورك شكوك، وإذا فتحت قلبك له، فإنه سوف يكمِّلك. سوف ينيرك في اختبارك العملي وفي حياتك. يواجه الناس في حياتهم العملية الكثير من الصعوبات الشخصية، وفوق ذلك، لا يمكنهم رؤية مقدار عمل الله بوضوح، لذلك يتطلب هذا إيمانًا. لا يأتي الإيمان إلا من خلال التنقية – لا يمكن أن ينمو دون تنقية. إذا كان لديك مفاهيم لا يمكنك التخلي عنها وتراودك شكوكًا تجاه الله، فسوف تجتاز في التنقية، وأكثر ما تحتاجه في هذه الأوقات هو الإيمان.
يمكن القول إن اختباراتك العديدة من الفشل والضعف والأوقات السلبية هي تجارب الله لك. هذا لأن كل شيء يأتي من الله، فكل الأشياء والأحداث بين يديه. سواء أكنت فاشلاً أم ضعيفًا وتتعثر، فكل شيء يعتمد على الله وممسوك في قبضته. من جانب الله، هذه تجربة لك، وإذا كنت لا تستطيع أن تدرك ذلك، فسوف تكون إغواءً. هناك نوعان من الحالات التي يجب أن يعرفها الناس: حالة تأتي من الروح القدس، والأخرى تأتي من الشيطان. الحالة الأولى هي أن ينيرك الروح القدس ويسمح لك أن تعرف نفسك، وأن تكره نفسك وتأسف لنفسك وتكون قادرًا على اقتناء محبة حقيقية لله، وتوجه قلبك لإرضائه. والحالة الأخرى هي أن تعرف نفسك، لكنك سلبي وضعيف. يمكن القول إن هذه هي تنقية الله. يمكن القول أيضًا إنها إغواء من الشيطان. إذا أدركت أن هذا هو خلاص الله لك وأنك الآن مدينًا له على نحو لا يصدق، وإذا حاولت من الآن فصاعدًا أن ترد هذا له ولم تعد تسقط في هذا الفساد، وإذا اجتهدت في أكل كلامه وشربه، وإذا اعتبرت نفسك مفتقرًا دائمًا، وتمتلك قلبًا مشتاقًا، فهذه تجربة من الله. بعد أن تنتهي المعاناة وتبدأ في المسير إلى الأمام مرة أخرى، فسيظل الله يقودك ويرشدك وينيرك ويغذيك. ولكن إذا لم تتعرف على هذا وكنت سلبيًا، وتركت نفسك ببساطة لليأس، فإذا كنت تفكر بهذه الطريقة، فقد أتى عليك إغواء الشيطان. عندما اجتاز أيوب في التجارب، كان الله والشيطان يراهنان بعضهما البعض، وسمح الله للشيطان أن يصيب أيوب ليختبره. ومع أن الله هو مَنْ كان يختبر أيوب، كان في الواقع الشيطان هو مَنْ أتى عليه. من وجهة نظر الشيطان، كان الأمر إغواءً لأيوب، ولكن أيوب كان في جانب الله، وإذا لم يكن الأمر كذلك، لكان قد وقع في الإغواء. حالما يسقط الناس في الإغواء، فإنهم يتعرضون للخطر. يمكن القول إن الاجتياز في التنقية هو تجربة من الله، ولكن إن لم تكن في حالة جيدة، يمكن القول إنه إغواء من الشيطان. إذا لم تكن واضحًا بشأن الرؤية، فإن الشيطان سيتهمك ويربكك. قبل أن تعرف هذا، سوف تقع في الإغواء.
إذا لم تختبر عمل الله فلن تنال الكمال أبدًا. في اختبارك، يجب عليك أيضًا الدخول في التفاصيل الصغيرة – كيف تكوّن مفاهيمك والعديد من الدوافع؟ أي نوع من الممارسات المناسبة تمتلكها لأجل هذه الأمور؟ إذا استطعت اختبار عمل الله، فهذا يعني أن لديك قامة. إن كان يبدو عليك أنك لا تملك إلا الحيوية، فهذه ليست قامة صحيحة وبالتأكيد لن تكون قادرًا على اتخاذ موقف. عندما تكونون قادرين على اختبار عمل الله والتأمل فيه في أي وقت وفي أي مكان، وتستطيعون ترك الراعي، وتعيشون بطريقة مستقلة بالاتكال على الله، وتقدرون على رؤية أفعال الله الحقيقية، فعندئذٍ فقط سوف تتحقق إرادة الله. في الوقت الحالي، لا يعرف معظم الناس كيف يختبرون هذا. عندما يواجهون مشكلة لا يعرفون كيف يهتمون بها، ولا يمكنهم اختبار عمل الله، ولا يمكنهم أن يعيشوا حياة روحية. يجب أن تأخذ كلام الله وعمله في حياتك العملية.
أحيانًا يعطيك الله نوعًا معينًا من الإحساس فتفقد متعتك الداخلية، وتفقد حضور الله، وتصبح في ظلام. هذا نوع من التنقية. عندما تفعل شيئًا ما فلا يسير على ما يرام أو تصل لطريقٍ مسدودٍ، فهذا تأديب الله. قد تفعل شيئًا ما وليس لديك أي شعور خاص نحوه، والآخرون لا يعرفون كذلك، لكن الله يعرف. لن يسمح لك بالرحيل، وسوف يؤدبك. عمل الروح القدس مفصّل جدًا. فهو يراقب بدقةٍ كل كلمة يقولها الناس وكل فعل يفعلونه، وكل تصرف وحركة منهم، وكل فكرة من أفكارهم وخاطرة من خواطرهم حتى يتمكن الناس من اكتساب وعي داخلي بهذه الأمور. أنت تفعل شيئًا ما مرة واحدة ولا يسير على ما يرام، فتفعله مرة أخرى ولا يسير أيضًا على ما يرام، فتفهم بالتدريج عمل الروح القدس. خلال الأوقات العديدة التي تتعرض فيها للتأديب، سوف تعرف ما يجب القيام به ليتماشى مع إرادة الله وما لا يتماشى مع إرادته. في النهاية، سيكون لديك ردود دقيقة على توجيهات الروح القدس من داخلك. في بعض الأحيان تكون متمردًا وسوف ينتهرك الله من الداخل. كل هذا يأتي من تأديب الله. إذا كنت لا تُقدِّر الله، وتستخف بعمله، فلن يوليك أي اهتمام. كلما تعاملت بجدية مع الله، زاد استنارته لك. في الوقت الحالي، يوجد بعض الأشخاص في الكنيسة لديهم إيمان مشوش ومرتبك، ويقومون بالكثير من الأشياء غير المناسبة دون انضباط، ومن ثمَّ لا يمكن رؤية عمل الروح القدس بوضوح في داخلهم. بعض الناس يتعاركون، ويربحون المال، ويديرون أعمالهم دون أي انضباط، وتكون هذه الفئة من الأشخاص في خطر أكبر. فليس لديهم حاليًا عمل الروح القدس فحسب، ولكن سيكون من الصعب أيضًا تكميلهم في المستقبل. يوجد العديد من الناس الذين لا يمكن رؤية عمل الروح القدس في داخلهم، ولا يمكن رؤية تأديب الله فيهم. إنهم أولئك الذين لا يفهمون إرادة الله ولا يعرفون عمله. أولئك الذين يستطيعون الوقوف بثبات في وسط التنقية، والذين يتبعون الله بغض النظر عمّا يفعله، وعلى أقل تقدير قادرون على عدم الرحيل، أو تحقيق 0.1٪ مما حققه بطرس، فإنهم يبلون بلاءً حسنًا، ولكنهم بلا قيمة للاستخدام. كثير من الناس يفهمون الأمور بسرعة، ويحبون لله محبة حقيقة، ويمكنهم أن يتجاوزوا مستوى بطرس. الله يفعل هذا النوع من العمل، ويمكن لهذا النوع من الأشخاص أن ينال تأديبه واستنارته، ويتخلص بسرعة من أي شيء لا يتماشى مع إرادة الله. هذا النوع من الأشخاص يشبه الذهب – فقط هذا النوع من الأشخاص ذا قيمة حقًا! إذا كان الله قد قام بالعديد من أنواع العمل، لكنك لا تزال مثل الرمل، ومثل الحجر، فأنت بلا قيمة!
إن عمل الله في بلد التنين الأحمر العظيم رائع ويفوق الإدراك. إنه سيقضي على بعض الناس لأنه يوجد كل أنواع الناس في الكنيسة – فيوجد أولئك الذين ينفقون أموال الكنيسة، وأولئك الذين يغشون الآخرين، وغيرهم. إذا كنت لا تعرف عمل الله بوضوح فسوف تكون سلبيًا؛ هذا لأن عمل الله لا يمكن رؤيته إلا في أقلية من الناس. في ذلك الوقت سوف يتضح مَنْ الذي يحب الله حقًا ومَنْ الذي لا يحبه. أولئك الذين يحبون الله لديهم حقًا عمل الروح القدس، وأولئك الذين لا يحبونه حقًا سيُكشفون من خلال عمله، خطوة بعد خطوة. سوف يصبحون أهدافًا للقضاء عليهم. سوف يُكشف عن هؤلاء الناس على مدار عمل الإخضاع - فليس لديهم قيمة حتى يتكمَّلوا. وأولئك الذين قد نالوا الكمال قد ربحهم الله بجملتهم، وهم قادرون على محبة الله مثل بطرس. أولئك الذين أُخضعوا ليس لديهم حب عفوي، بل حب سلبي فقط، وهم مجبرون على محبة الله. ينمو الحب العفوي من خلال الفهم المكتسب خلال الاختبار العملي. يحتل هذا الحب قلب الإنسان ويجعله مكرسًا طواعية لله؛ ويصبح كلام الله الأساس عنده ويستطيع المعاناة من أجل الله. بالطبع هذا ما يملكه شخص قد كمَّله الله. إن كنت لا تسعى إلا للإخضاع، فلا يمكنك أن تشهد لله؛ وإذا كان الله لا يحقق هدفه في الخلاص إلا من خلال إخضاع الناس، عندها ستكون خطوة العاملين في الخدمة كافية. ومع ذلك، إخضاع الناس ليس هدف الله النهائي - فهدفه النهائي هو تكميل الناس. لذا فبدلاً من القول إن هذه المرحلة هي مرحلة عمل الإخضاع، لنقل إنها عمل الكمال والقضاء. لم يجتز بعض الناس في الإخضاع الكامل، وفي مسار إخضاعهم، سينال مجموعة من الناس الكمال. هذان الجزءان من العمل ينفذان في انسجام تام. لم يرحل الناس طوال هذه الفترة الطويلة من العمل؛ تُبيّن هذه الحقيقة أنه قد تحقق هدف الإخضاع – هذه حقيقة عن اجتياز الإخضاع. لا تهدف التنقية إلى اجتياز الإخضاع، لكنها من أجل الكمال. وبدون التنقية، لا يمكن أن يتكمَّل الناس. لذلك فإن للتنقية قيمة عظيمة! اليوم تتكمَّل مجموعة من الناس، وتُربح مجموعة أخرى. وقد استهدفت البركات العشرة التي سبق ذكرها أولئك الذين صاروا كاملين. فكل شيء عن تغيير صورتهم على الأرض يستهدف أولئك الذين قد تكمَّلوا. أما أولئك الذين لم يتكمّلوا فلا يستطيعون تحقيق ذلك.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق