الأحد، 21 أبريل 2019

الشراكة الحقة

البرق الشرقي | كنيسة الله القدير | صورة عن حياة الكنيسة

البرق الشرقي | كنيسة الله القدير | صورة عن حياة الكنيسة


كنيسة الله القدير | الشراكة الحقة

فانج لي – مدينة آنيانغ – إقليم خينان
اعتقدت مؤخرًا أنني قد دخلت في شراكة متناغمة. كان بإمكاننا أنا وشريكي أن نناقش أي شيء، حتى أنني في بعض الأحيان كنت أطلب منه أن يلفت انتباهي إلى عيوبي، ولم نكن نتشاجر البتَّة، ولذا فقد اعتقدت أننا قد حققنا شراكة متناغمة. لكن، كما كَشَفَتْ الوقائع، لم تكن هناك ثمة علاقة بين الشراكة المتناغمة حقًا وما كنت أفترضه عنها.
وذات يوم، أشار شريكي إلى بعض عيوبي في أحد الاجتماعات أمام رئيسنا قائلًا إنني كنت مغرورًا، ولا أقبل الحق، ومُتسلِّطًا، ومُستبدًا ... فشعرت بغضبٍ شديد عندما سمعته يقول ذلك، وفكَّرت مُحدثًا نفسي: "سألتك بالأمس عمَّا إذا كان لديك آراء بشأني، وقد أجبت بالنفي، ولكنك الآن، أمام رئيسنا، تقول كل هذا! كم أنت مخادع!" لقد اعتقدت أنني وشريكي نتمتَّع بعلاقة يسودها السلام، ولكنه كانت لديه العديد من التحفّظات بشأني، ممَّا بَرهن على أنه كان لا يزال هناك سوء تفاهم بيننا، وأن علاقتنا بعيدة كل البعد عن بالسلام. عندما واجهت هذه الحقائق، لم يسعني سوى أن أُعاود مراجعة سلوكي في الشراكة: في الاجتماعات، بالرغم من أن أخي كان يعظ أيضًا، إلّا أنه كان يتحدث قليلًا، ذلك لأنني كنت أتحدَّث في معظم فترة الاجتماع، وبالكاد أعطيه الفرصة ليتكلَّم؛ وفي العمل، كنَّا حقًا نناقش المشاكل التي كانت تظهر أيًا كانت، ولكن حينما كانت تختلف آراؤنا، كنت دومًا أتمسَّك بآرائي وأرفض آراءه، وكانت المسائل تُحَل حين يتوقَّف أخي ببساطة عن الجدال. لم يكن بيننا أي نزاعات أو صراعات في الظاهر، ولكن من الداخل كنت أشعر وكأن هناك حاجزًا بيننا، شيء ما يمنعنا من أن نكون مُنفتحين تمامًا. حينها أدركت أنه بينما كنَّا نظهر كلانا كشريكين نعمل معًا، كنت أنا في الواقع أُعطي كل الأوامر، ولم يحظَ هو أبدًا بالفرصة ليؤدي واجباته حقًا. لقد اعتقدت أن علاقتنا كانت متكاملة ومتكافئة كشريكين على قدم المساواة، ولكنها كانت في الواقع علاقة قائد وتابع. لقد كَشَفَتْ لي الحقائق أن ما كنت أظنه شراكة متناغمة لم يكن سوى مجموعة من الممارسات السطحية. فما هي إذًا الشراكة المتناغمة حقًا؟ بحثت في كلمة الله عن إجابات لسؤالي، ووجدت هذه الكلمات: "أنتم في المستويات العليا تسمعون الكثير من الحقيقة، وتفهمون الكثير عن الخدمة. إذا كان الناس الذين ينسقون للعمل في الكنائس لا يتعلم بعضهم من بعض، ويتواصلون، ويعوض بعضهم أوجه القصور لدى البعض الآخر، فمن أين يمكنكم أن تتعلموا الدروس؟ عندما تصادفون أي شيء، عليكم أن تناقشوه فيما بينكم، لكي تستفيدوا في حياتكم منه، وعليكم مناقشة الأشياء من أي نوع بعناية قبل اتخاذ القرارات؛ فقط من خلال القيام بذلك تكونون مسؤولين أمام الكنيسة ولا تكونون غير مبالين. بعد أن تقوموا بزيارة جميع الكنائس، يجب أن تلتقوا معًا وتتناقشوا حول كل القضايا التي يتم اكتشافها والمشاكل التي يتم مواجهتها في العمل، وأن تنقلوا التنوير والإضاءة اللذين تلقيتموهما - هذه ممارسة لا غنى عنها للخدمة. كما يجب عليكم تحقيق التعاون المتناغم لغرض عمل الله، ولصالح الكنيسة، ولتحفيز الإخوة والأخوات على المضي قدماً. أنت تقوم بالتنسيق معه وهو يقوم بالتنسيق معك، كل منكما يعمل على تقويم الآخر، والتوصل إلى نتيجة عمل أفضل، وذلك لرعاية مشيئة الله. هذا فقط هو التعاون الحقيقي، وفقط هؤلاء الناس يكون لديهم المدخل الحقيقي" ("اخدموا كما خدم بنو إسرائيل" في الكلمة يظهر في الجسد). بعد أن تأمَّلتُ في كلمات الله بعناية، أدرك قلبي الأمر فجأةً. إن الشراكة الحقة تعني أن يضع الشركاء عمل الكنيسة في المقام الأول؛ وبما فيه مصالح الكنيسة وحياة الأخوة والأخوات، يمكنهم أن يمارسوا الشركة معًا، ويُكمِّلوا نقائص بعضهم البعض، حتى يستطيعوا تحقيق نتائج أفضل في عملهم؛ ولا يكون بينهم أي سوء تفاهُم أو لديهم أحكام مسبقة ضد بعضهم البعض، ويحرصون على عدم وجود اختلاف في المكانة فيما بينهم. عندما قارنت سلوكي بهذه المفاهيم، شعرت بخجل وندم تعجز عن وصفه الكلمات. فلقد أدركت، بالنظر إلى سلوكي فيما مضى، أنني لم أكن أضع أي اعتبار لمصلحة الكنيسة، فقد كنت دائمًا أضع نفسي أولًا، وكنت أقود بالاستناد إلى مكانتي، وكنت أُولي سمعتي ومركزي اهتمامًا فائقًا. كنت لا أخشى شيئًا سوى أن يزدريني الآخرون أو يحتقرونني، ولم تكن شركتي مع الأخوة والأخوات تكاملية أو قائمة على مبدأ المساواة، لذا فإنها لم تحقق الغرض المتمثل في المدخل المُشتَرَك ذي الدعم المُتَبَادَل إلى كلمة الله .بينما بدونا أنا وشريكي في الظاهر وكأننا نناقش كيفية القيام بعملنا، لم أكن في قلبي أتقبَّل أفكاره، وفي النهاية كنت أسير وفق أفكاري دونما أي اعتبار لما سوف يكون أفضل لعمل الكنيسة؛ وبالرغم من أنني أحيانًا كنت أطلب منه أن يلفت انتباهي إلى عيوبي؛ إلا أنني بدلًا من تقبُّل هذا، كنت دومًا أُجادله، وأجِد المبررات، وألتمس لنفسي الأعذار، مما أثقل كاهله بالقيود، وجعله يخشى كثيرًا التحدّث معي بصراحة، كما بات غير مستعد للتطرّق إلى عيوبي مرةً أخرى، ممَّا أدّى إلى المزيد من سوء التفاهم بيننا، وكلَّفنا فقدان المقدرة على إتمام عمل الكنيسة بإرادة واحدة. كنت أسلك بين أخوتي وأخواتي بمزيد من الغطرسة والاستعلاء حتى، مُفترضًا دومًا أنني كنت قائدهم لأن إدراكي الأعظم للحق كان يؤهلني لقيادتهم. لم أكن أُبدي معهم أي تواضع أو سعيٍ حقيقيٍ على الإطلاق، بل بالأحرى كنت أعتبر نفسي سيد الحق، وكنت أصرّ على أن ينصت الكل لي. ...كان ذلك حين أدركت أن شراكتي في الخدمة لم تكن تَمِتُّ بأي صلةٍ لمضمون الشراكة، أو بمعنى أكثر جدّية، كنت غارقًا في الاستبداد والدكتاتورية. إن سلوكي هذا كقائد وشريك لا يختلف عمَّا يفعله التنين الأحمر العظيم ليُبقي قبضته على السلطة! التنين الأحمر العظيم يمارس الاستبداد، مُصِرًا على السلطة المطلقة في كل الأمور، ويخشى أن يُنصِتُ إلى صوت الأغلبية، أو أن يحكم من خلال مبادئ سياسية تختلف عن مبادئه. وأنا، بالمكانة الضئيلة التي وصلت إليها اليوم، أريد أن أكون مسؤولًا عن المنطقة المحدودة التي أتحكَّمبها. إذا امتلكت السلطة يومًا ما، فكيف سأكون مختلفًا عن التنين الأحمر العظيم؟ شعرت فجأةً بالخوف حينما فكَّرت في كل هذا. إن الاستمرار على هذا المنوال سيكون خطيرًا للغاية، وإذا لم أتغيَّر فسوف تكون نهايتي تمامًا كنهاية التنين الأحمر العظيم ـ حيث سأنال عقاب الله.
بعد إدراكي لكل هذا، لم يعُد لديّ أية تحفّظات ضد أخي؛ بل كنت بالأحرى مُمتنًا لله لأنه أعانني على معرفة ذاتي في مثل تلك الظروف، ولأنه أراني الخطر الكامن في ذاتي. بعد ذلك، حينما كنت أنضم إلى مع أخوتي وأخواتي في شراكة، تعلَّمت أن أضع ذاتي، وأن يكون لدي إصرار في قلبي على الاهتمام بإرادة الله، وأن أكون مسؤولًا في عملي، وأأكثر إنصاتًا لآراء الآخرين؛ وبعد فترة من الزمن، أدركت أن هذا النوع من الممارسات لم يمنحني فقط فهمًا أكثر كمالًا وشموليةً للحق، بل أيضًا قربني أكثر من إخوتي وأخواتي، وسمح لنا أن نتشارك بمزيدٍ من الانفتاح. وبظهور مثل هذه الثمار، أدركت أخيرًا كم هو رائع أن أقوم بخدمة الشراكة بحسب متطلبات الله!
لقد أصبحت ممتنًا لتلك الاستنارة التي وهبني الله إياها، والتي لم تساعدني فقط علي إدراك الشراكة المتناغمة الحقة، بل ساعدتني بالأكثر على رؤية شخصيتي الفاسدة المتكبرة التي ظهرت في خدمتي مع شريكي، وكشفت لي أنه حين تتقلَّد البشرية الفاسدة السلطة، فإن النتيجة ستكون تمامًا كالتنين الأحمر العظيم. آمل أن أستطيع التخلّص من سموم التنين الأحمر العظيم التي بداخلي، وأن أدخل في خدمة الشراكة الحقة، وأصبح أخيرًا شخصًا يخدم الله، شخصًا متوافقًا مع قلب الله.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق