الثلاثاء، 26 نوفمبر 2019

الكتاب المقدس هو مجرد سجل لمرحلتي عمل الله في عصر الناموس وعصر النعمة؛ إنه ليس سجلاً لعمل الله بأكمله

الكتاب المقدس | البرق الشرقي | كنيسة الله القدير

 الكتاب المقدس هو مجرد سجل لمرحلتي عمل الله في عصر الناموس وعصر النعمة؛ إنه ليس سجلاً لعمل الله بأكمله


آيات الكتاب المقدس للرجوع إليها:

"إِنَّ لِي أُمُورًا كَثِيرَةً أَيْضًا لِأَقُولَ لَكُمْ، وَلَكِنْ لَا تَسْتَطِيعُونَ أَنْ تَحْتَمِلُوا ٱلْآنَ. وَأَمَّا مَتَى جَاءَ ذَاكَ، رُوحُ ٱلْحَقِّ، فَهُوَ يُرْشِدُكُمْ إِلَى جَمِيعِ ٱلْحَقِّ، لِأَنَّهُ لَا يَتَكَلَّمُ مِنْ نَفْسِهِ، بَلْ كُلُّ مَا يَسْمَعُ يَتَكَلَّمُ بِهِ، وَيُخْبِرُكُمْ بِأُمُورٍ آتِيَةٍ" (يوحنا 16: 12-13).

"هُوَذَا قَدْ غَلَبَ ٱلْأَسَدُ ٱلَّذِي مِنْ سِبْطِ يَهُوذَا، أَصْلُ دَاوُدَ، لِيَفْتَحَ ٱلسِّفْرَ وَيَفُكَّ خُتُومَهُ ٱلسَّبْعَةَ" (رؤيا 5: 5).

"مَنْ لَهُ أُذُنٌ فَلْيَسْمَعْ مَا يَقُولُهُ ٱلرُّوحُ لِلْكَنَائِسِ" (رؤيا 2: 7).

"ثُمَّ رَأَيْتُ مَلَاكًا آخَرَ طَائِرًا فِي وَسَطِ ٱلسَّمَاءِ مَعَهُ بِشَارَةٌ أَبَدِيَّةٌ، لِيُبَشِّرَ ٱلسَّاكِنِينَ عَلَى ٱلْأَرْضِ وَكُلَّ أُمَّةٍ وَقَبِيلَةٍ وَلِسَانٍ وَشَعْبٍ" (رؤيا 14: 6).

"أَنْتُمُ ٱلَّذِينَ بِقُوَّةِ ٱللهِ مَحْرُوسُونَ، بِإِيمَانٍ، لِخَلَاصٍ مُسْتَعَدٍّ أَنْ يُعْلَنَ فِي ٱلزَّمَانِ ٱلْأَخِيرِ" (1 بطرس 1: 5).


يجب أن تعرف كَمْ من الأجزاء يشملها الكتاب المقدس؛ فالعهد القديم يشمل أسفار التكوين والخروج... كذلك هناك الأسفار النبوية التي كتبها الأنبياء. وأخيرًا، ينتهي العهد القديم بسفر ملاخي. العهد القديم يسجل عمل عصر الناموس الذي كان يقوده يهوه. الأسفار من التكوين إلى ملاخي عبارة عن سجلٍّ شاملٍ بكل عمل عصر الناموس، أي أن العهد القديم يسجل كل ما اختبره الناس الذين كان يهوه يقودهم في عصر الناموس. ...ذلك لأن العهد القديم من الكتاب المقدس يسجل بصفة أساسية العمل الذي قام به يهوه من إرشاد إسرائيل واستخدامه لموسى في قيادة بني إسرائيل في رحلة خروجهم من مصر وتخليصه لهم من قيود فرعون وإخراجه لهم إلى البرية قبل أن يدخل بهم أرض كنعان، وكل ما جاء بعد ذلك كان وصفًا لحياتهم في كنعان. عدا ذلك هو سجلات لعمل يهوه طوال تاريخ إسرائيل، وكل ما هو مُسجَّل في العهد القديم هو عمل يهوه في إسرائيل، وهو العمل الذي فعله يهوه في الأرض التي جعل فيها آدم وحواء. منذ أن بدأ الله رسميًا قيادة الناس على الأرض من بعد نوح، كل المُسجَّل في العهد القديم إنما هو عمل إسرائيل. لكن لماذا لم يُسجَّل أي عملٍ آخر خارج إسرائيل؟ لأن أرض إسرائيل هي مهد البشرية؛ حيث لم توجد في البدء أي بلدانٍ أخرى بخلاف إسرائيل، ولم يقم يهوه بأي عملٍ في أي مكانٍ آخر. بهذا يكون المُسجَّل في الكتاب المقدس هو فقط العمل الذي تم في إسرائيل في ذلك الزمان. أما الكلمات التي نطق بها الأنبياء إشعياء ودانيال وإرميا وحزقيال وغيرهم فتتنبأ بعمله الآخر على الأرض، حيث إنهم تنبأوا عن عمل يهوه الله نفسه. كل هذا جاء من الله، لقد كان ذلك عمل الروح القدس، وبعيدًا عن كتب النبوة هذه، فإن كل شيء عداها ما هو إلا سجل باختبارات البشر لعمل يهوه في زمانهم.

لقد حدث عمل الخلق قبل أن يوجد بشر، لكن سفر التكوين لم يظهر إلا بعد أن وُجِدَ بشرٌ، فهو كتاب كتبه موسى أثناء عصر الناموس. إنه كالأمور التي تحدث بينكم اليوم، حيث تسجلونها بعد وقوعها لتظهروها للناس في المستقبل، ويرى الناس الذين في المستقبل أن ما سجلتموه هو أشياء حدثت في أزمنة سابقة – وهكذا هي ليست أكثر من مجرد تاريخ. الأشياء المُسجَّلَة في العهد القديم هي عمل يهوه في إسرائيل، وتلك المُسجَّلَة في العهد الجديد هي عمل يسوع في عصر النعمة. إنهما يوثقان العمل الذي قام الله به في عصرين مختلفين؛ فالعهد القديم يوثق عمل الله في عصر الناموس، ولذلك فإن العهد القديم كتابٌ تاريخي، في حين أن العهد الجديد هو نتاج عمل عصر النعمة. عندما بدأ العمل الجديد، بات أيضًا العهد القديم باليًا؛ ومن ثم، فإن العهد الجديد أيضًا كتاب تاريخي. بالطبع، فإن العهد الجديد ليس نظاميًا كالعهد القديم، كما لا يُسجِّل الكثير من الأشياء. ففي حين أن كل الكلمات الكثيرة التي تكلم بها يهوه في العهد القديم مُسجَّلَة في الكتاب المقدس، ليس سوى بعض من كلمات يسوع فقط هي المسجَّلة في الأناجيل الأربعة. وبالطبع قام يسوع أيضًا بأعمال كثيرة، بيد أنها لم تُسجَّل بالتفصيل. إن ذلك القليل المُسجَّل في العهد الجديد إنما يرجع إلى مقدار العمل الذي قام به يسوع؛ فمقدار العمل الذي قام به يسوع أثناء الثلاث سنوات والنصف التي قضاها على الأرض والأعمال التي قام بها التلاميذ كانت أقل بكثير من العمل الذي قام به يهوه؛ لذلك، فإن عدد أسفار العهد الجديد أقل من العهد القديم.

أي نوع من الكتب هو الكتاب المقدس؟ العهد القديم هو عمل الله في عصر الناموس، حيث يسجل العهد القديم من الكتاب المقدس كل عمل يهوه أثناء عصر الناموس وعمل الخلق الذي أتمه. يسجل العهد القديم برمته عمل يهوه، قبل أن يختتم سرد عمل يهوه بسفر ملاخي. يسجل العهد القديم عملين قام بهما الله: الأول هو عمل الخلق، والثاني هو سَن الناموس، وكلاهما يمثلان العمل الذي قام به يهوه. إن عصر الناموس يمثل العمل تحت اسم يهوه الله، وهو مجمل العمل الذي تم أساسًا تحت اسم يهوه؛ ومن ثمَّ، فإن العهد القديم يسجل عمل يهوه، بينما يسجل العهد الجديد عمل يسوع، وهو العمل الذي تم أساسًا تحت اسم يسوع. أهمية اسم يسوع والعمل الذي أتمه مُسجلان كلهما تقريبًا في العهد الجديد. أثناء عصر الناموس في العهد القديم، بنى يهوه الهيكل والمذبح في إسرائيل، وأرشد حياة بني إسرائيل على الأرض ليثبت أنهم كانوا شعبه المختار والجماعة الأولى التي اختارها على الأرض التي كانت حسب قلبه، الجماعة الأولى التي تولَّى قيادتها بنفسه، وهذا يعني أن أسباط إسرائيل الاثني عشر كانوا أوائل الذين اختارهم يهوه، لذلك ظل الله دائمًا يعمل فيهم إلى أن تمَّ عمل يهوه في عصر الناموس. أما المرحلة الثانية من العمل فقد كانت عمل عصر النعمة في العهد الجديد الذي تم في سبط يهوذا، أحد أسباط إسرائيل الاثني عشر، ويرجع السبب في أن نطاق العمل كان أصغر إلى أن يسوع كان هو الله المُتجسِّد. لقد عمل يسوع فقط في أرض اليهودية، ولم يعمل إلا لثلاث سنواتٍ ونصف؛ لذلك، فإن ما هو مُسجَّل في العهد الجديد أقل كثيرًا من أن يتجاوز مقدار العمل المُسجَل في العهد القديم.

من "بخصوص الكتاب المقدس (1)" في "الكلمة يظهر في الجسد"

يُطلق أيضًا على الكتاب المقدس اسم العهد القديم والعهد الجديد. هل تعرفون ماذا تعني كلمة "عهد"؟ تأتي كلمة "عهد" في العهد القديم من عهد يهوه مع شعب إسرائيل حين أباد المصريين وخلَّص بني إسرائيل من الفرعون. بالطبع كان دليل هذا العهد هو دم الحمل المرشوش على الأعتاب، والذي من خلاله أسس الله عهدًا مع الإنسان، إنه عهد فيه كل من وضع دم الحمل على قائمة وعارضتي بابه كان من بني إسرائيل، كانوا شعب الله المختار، كانوا جميعًا مَن سيفرزهم يهوه (لأن يهوه وقتها كان سيقتل كافة أبكار أبناء مصر وأبكار العجول والخراف). هناك معنى ذو مستويين لهذا العهد. لم ينجُ أحد من شعب أو ماشية مصر من يد يهوه؛ كان مزمعًا أن يقتل كل الأبكار من الأبناء والخراف والماشية. وهكذا العديد من أسفار النبوة تتنبأ عن توبيخ المصريين بشدة نتيجةً لعهد يهوه. هذا هو المستوى الأول من معنى العهد. قَتَل يهوه جميع أبناء مصر الأبكار وجميع أبكار الماشية، وعفى عن جميع بني إسرائيل مما يعني أن يهوه كان يرعى كل من كانوا ضمن أرض إسرائيل، وعفى عنهم جميعًا؛ ابتغى أن يقوم بعمل طويل الأمد فيهم، وأسس عهدًا معهم مُستخدمًا دم الحمل. منذ تلك اللحظة فصاعدًا، لم يقتل يهوه بني إسرائيل، وقال إنهم سيكونون مختاريه إلا الأبد. بين أسباط إسرائيل الاثني عشر، باشر عمله طوال عصر الناموس كله، وقد أعلن عن شرائعه كلها لبني إسرائيل، واختار من بينهم أنبياءً وقضاة، وكانوا في صميم عمله. لقد قطع يهوه عهدًا معهم: ما لم يتغير العصر، كان سيعمل فقط بين المختارين. كان عهد يهوه ثابتًا، لأنه عهد قُطِعَ بالدم، وتأسس مع شعبه المختار. والأهم أنه قد اختار نطاقًا وهدفًا مناسبين باشر عمله من خلالهما لأجل العصر كله، لذلك رأى الشعبُ أهمية خاصة للعهد. هذا هو المستوى الثاني لمعنى العهد. باستثناء سفر التكوين، الذي كان موجودًا قبل تأسيس العهد، فإن كل الأسفار الأخرى في العهد القديم تسجل عمل الله بين بني إسرائيل بعد تأسيس العهد. بالطبع هناك قصص عرضية للشعوب الأممية، ولكن في المجمل، يوثق العهد القديم عمل الله في إسرائيل. بسبب عهد يهوه مع بني إسرائيل، فإن الأسفار المكتوبة أثناء عصر الناموس يُطلق عليها "العهد القديم". سُميَّت باسم عهد يهوه مع بني إسرائيل.

العهد الجديد سُمي على اسم الدم الذي سفكه يسوع على الصليب وعهده مع كل من يؤمن به. كان عهد يسوع هكذا: كان ينبغي على الناس فقط أن يؤمنوا به لكي ينالوا الغفران من خلال دمه المسفوك، وهكذا سيخلصون وينالون الولادة الجديدة من خلاله، ولا يعودون بعد خطاةً؛ كان ينبغي على الناس فقط أن يؤمنوا به لينالوا نعمته، ولا يتعذبون في الجحيم بعد موتهم. كل الأسفار التي كُتبت في عصر النعمة أتت بعد هذا العهد، وجميعها توثق العمل والأقوال المُتَضمَّنة فيه. هي لا تخرج عن خلاص الرب يسوع وصلبه أو عهده؛ إنها جميعًا أسفار كتبها الإخوة المختبرون في الرب. ومن ثم، سُميت هذه الأسفار أيضًا باسم عهد: إذ دُعِيت "العهد الجديد". هذان العهدان يتضمنان عصري الناموس والنعمة فقط، وليس لهما علاقة بالعصر الأخير.

من "بخصوص الكتاب المقدس (2)" في "الكلمة يظهر في الجسد"

يعتقد العديد من الناس أن فهم الكتاب المقدس والقدرة على تفسيره تماثل إيجاد الطريق الحق، ولكن هل الأمور بهذه البساطة حقًّا في الواقع؟ لا أحد يعرف حقيقة الكتاب المقدس أنه ليس إلّا سجل تاريخيّ لعمل الله، وشهادة عن المرحلتين السابقتين من عمل الله، ولا يقدم لك فهمًا عن أهداف عمل الله. كل من قرأ الكتاب المقدس يعرف أنه يوثق مرحلتي عمل الله أثناء عصر الناموس وعصر النعمة. يؤرخ العهد القديم تاريخ إسرائيل وعمل يهوه من وقت الخليقة حتى نهاية عصر الناموس. ويسجل العهد الجديد عمل يسوع على الأرض، وهو مذكور في الأناجيل الأربعة وأيضًا عمل بولس؛ أليست هذه سجلات تاريخية؟ ...من خلال قراءة الكتاب المقدس، في الغالب ستفهم القليل عن تاريخ إسرائيل وتتعلم عن حياة إبراهيم وداود وموسى، وستكتشف كيف اتقوا يهوه وكيف حرق يهوه مقاوميه، وكيف تكلم لشعب هذا العصر. ستكتشف فقط عمل الله في الماضي. سجلات الكتاب المقدس ترتبط بكيفية اتقاء شعب إسرائيل الأول لله وحياتهم تحت إرشاد يهوه. لأن بني إسرائيل كانوا شعب الله المختار، يمكنك أن ترى في العهد القديم ولاء كافة شعب إسرائيل ليهوه، وكيف أن من أطاعوا يهوه اعتنى بهم يهوه وباركهم، يمكنك أن تتعلم أن الله حين كان يعمل في إسرائيل كان مملوءًا رحمةً ومحبةً وأيضًا كان نارًا آكلةً، وأنا جميع بني إسرائيل من صغيرهم إلى كبيرهم اتقوا يهوه ولذلك كانت الدولة كلها مباركةً من الله. هذا تاريخ إسرائيل المسجل في العهد القديم.

من "بخصوص الكتاب المقدس (4)" في "الكلمة يظهر في الجسد"

إذا كنت ترغب في أن ترى عمل عصر الناموس وأن ترى كيف اتبع بنو إسرائيل طريق يهوه، فلا بُدَّ أن تقرأ العهد القديم. أما إذا أردت أن تفهم عمل عصر النعمة، فلا بُدَّ أن تقرأ العهد الجديد. لكن كيف ترى عمل الأيام الأخيرة؟ لا بد أن تقبل قيادة إله اليوم وأن تدرك عمل اليوم لأن هذا هو العمل الجديد الذي لم يسبق أن سجله أحدٌ من قبل في الكتاب المقدس. اليوم اتخذ الله جسدًا وعيَّنَ مختارين آخرين في الصين. إن الله يعمل في أولئك، وهو يواصل عمله على الأرض، ويستكمل عمل عصر النعمة. إن عمل اليوم هو طريق لم يسلكه الإنسان من قبل ولم يره أحدٌ من قبل. إنه عمل لم يُعمَل من قبل؛ فهو أحدث أعمال الله على الأرض، لذلك فإن العمل الذي لم يحدث من قبل ليس تاريخًا، لأن الآن هو الآن، ولم يصبح ماضيًا بعد. لا يعرف الناس أن الله قد عمل عملاً أعظم وأحدث على الأرض وخارج إسرائيل، وأنه قد خرج بالفعل خارج نطاق إسرائيل وخارج نبوات الأنبياء. إنهم لا يعرفون أنه عملٌ جديد وعجيب خارج النبوات، وأنه عملٌ جديد خارج حدود إسرائيل، وأنه عملٌ لا يستطيع الناس أن يدركوه ولا أن يتخيلوه. كيف يمكن للكتاب المقدس أن يشتمل على سجلات صريحة عن هذا العمل؟ مَنْ عساه استطاع أن يسجل كل صغيرة من عمل اليوم دونما حذفٍ قبل أن يحدث؟ مَنْ بوسعه أن يسجل هذا العمل الأكثر عظمة وحكمة الذي يتحدى التقليد في الكتاب القديم البالي؟ إن عمل اليوم ليس تاريخًا، ولهذا، إذا أردتَ أن تسلك طريق اليوم الجديد، فلا بد أن تهجر الكتاب المقدس وأن تتجاوز كتب النبوة أو التاريخ في الكتاب المقدس. حينئذٍ فقط سوف تتمكن من السير في الطريق الجديد بصورة سليمة، وستتمكن من دخول الحالة الجديدة وإدراك العمل الجديد.

من "بخصوص الكتاب المقدس (1)" في "الكلمة يظهر في الجسد"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق