الثلاثاء، 20 أغسطس 2019

لماذا لا يستخدم الله الإنسان للقيام بعمل دينونته في الأيام الأخيرة، بل يجب أن يتجسَّد ويقوم بالعمل بنفسه؟

البرق الشرقي | كنيسة الله القدير | صورة مرسومة باليد | الرب يسوع


4. لماذا لا يستخدم الله الإنسان للقيام بعمل دينونته في الأيام الأخيرة، بل يجب أن يتجسَّد ويقوم بالعمل بنفسه؟

آيات الكتاب المقدس للرجوع إليها:

"لأَنَّ الآبَ لاَ يَدِينُ أَحَدًا، بَلْ قَدْ أَعْطَى كُلَّ الدَّيْنُونَةِ لِلابْنِ" (يوحنا 5: 22).

"وَأَعْطَاهُ سُلْطَانًا أَنْ يَدِينَ أَيْضًا، لأَنَّهُ ابْنُ الإِنْسَانِ" (يوحنا 5: 27).

كلمات الله المتعلقة:

إن عمل خطة تدبير الله الكاملة قد نفّذه الله نفسه شخصيًا. المرحلة الأولى – خلق العالم – نفذها الله شخصيًا بنفسه، وإذا لم يكن الأمر كذلك، فعندئذٍ لم يكن لأحد أن يقدر على خلق البشر؛ أما المرحلة الثانية فكانت فداء البشرية بأسرها، وقد نفذها أيضًا الله نفسه شخصيًا؛ وأما المرحلة الثالثة فهي غنيّة عن الذكر: توجد حاجة أكبر لإنهاء عمل الله بواسطة الله نفسه.
إن كل عمل فداء البشرية وإخضاعها واقتنائها وتكميلها قد نفذه الله نفسه شخصيًا. إذا لم يقم شخصيًا بهذا العمل، فلا يمكن لهويته أن يمثلها الإنسان، ولا لعمله أن يقوم به الإنسان. إنه يقود الإنسان شخصيًا ويعمل بين البشر شخصيًا من أجل هزيمة الشيطان، ومن أجل اقتناء البشر، ومن أجل منح الإنسان حياة طبيعية على الأرض؛ ومن أجل خطة تدبيره الكاملة، ومن أجل كل عمله، يجب عليه القيام بهذا العمل شخصيًا. إذا كان الإنسان لا يؤمن إلا أن الله قد جاء لينظره الإنسان وليجعل الإنسان سعيدًا، فمثل هذه المعتقدات لا قيمة لها، وليس لها أهمية. فمعرفة الإنسان سطحية للغاية! وعن طريق تنفيذ الله للعمل بنفسه يستطيع الله القيام بهذا العمل كاملاً وتامًا. فالإنسان غير قادر على فعل ذلك نيابة عن الله. وبما أنه لا يملك هوية الله أو جوهره، فهو غير قادر على القيام بعمله، وحتى إن فعل الإنسان هذا، فلن يكون له أي تأثير. كانت المرة الأولى التي صار فيها الله جسدًا هي من أجل الفداء، أي فداء البشرية كلها من الخطية، ولمنح الإنسان إمكانية التطهير وغفران خطاياه. كما أن عمل الإخضاع قام به الله شخصيًا بين البشر. إذا كان الله خلال هذه المرحلة ينطق بالنبوة فحسب، فمن ثمّ يمكن إيجاد نبي أو شخص موهوب لاتخاذ مكانه. ولو كان الأمر مجرد نطق النبوات، لأمكن للإنسان أن يتخذ مكان الله. ومع ذلك، إذا كان للإنسان أن يقوم شخصيًا بعمل الله نفسه وأن يعمل في حياة الإنسان، لكان من المستحيل عليه القيام بهذا العمل. يجب أن يقوم الله نفسه شخصيًا بهذا: يجب أن يصير الله شخصيًا جسدًا للقيام بهذا العمل. في عصر الكلمة، إذا كان الأمر مجرد نطق النبوات، فعندئذٍ يمكن إيجاد إشعياء أو إيليا النبي للقيام بهذا العمل، ولن توجد حاجة لله أن يفعل ذلك بنفسه. لأن العمل الذي تم في هذه المرحلة لا يقتصر على نطق النبوات، ولأنه من الأهمية بمكان أن يُستخدم عمل الكلمات لإخضاع الإنسان وهزيمة الشيطان، فلا يمكن أن يقوم الإنسان بهذا العمل، بل يجب أن يقوم به الله نفسه شخصيًا. إن عمِلَ يهوه في عصر الناموس جزء من عمل الله، وبعد ذلك تكلم ببعض الكلمات وعمل بعض العمل من خلال الأنبياء. ذلك لأن الإنسان لا يمكن أن يحل محل يهوه في عمله، وقد تمكّن العرافون من أن يتنبأوا بالأمور ويفسروا بعض الأحلام نيابة عنه. لم يكن العمل الذي تم في البداية هو العمل على تغيير شخصية الإنسان تغييرًا مباشرًا، ولم يكن له علاقة بخطية الإنسان، ولم يكن مطلوبًا من الإنسان سوى أن يلتزم بالناموس. فلم يصر يهوه جسدًا ويُظهر نفسه للإنسان، بل تحدث مباشرة إلى موسى وغيره، وجعلهم يتحدثون ويعملون نيابة عنه، وجعلهم يعملون مباشرةً بين البشر. كانت المرحلة الأولى من عمل الله هي قيادة الإنسان. كانت بداية المعركة مع الشيطان، لكن هذه المعركة لم تبدأ رسميًا بعد. لقد بدأت الحرب الرسمية مع الشيطان مع أول تجسُّد لله، واستمرت حتى اليوم. كانت أول مرحلة من هذه الحرب عندما كان الله المُتجسِّد مُسمَّرًا على الصليب. هزم صلب الله المُتجسِّد إبليس، وكانت أول مرحلة ناجحة في الحرب. عندما يبدأ الله المتجسِّد في العمل مباشرة على حياة الإنسان، فهذه هي البداية الرسمية لعمل استعادة الإنسان، ولأن هذا هو عمل تغيير شخصية الإنسان القديمة، فإنه عمل خوض معركة مع الشيطان. كانت مرحلة العمل التي قام بها يهوه في البداية مجرد قيادة حياة الإنسان على الأرض. لقد كانت بداية عمل الله، ومع أنها لم تتضمن أي معركة، أو أي عمل كبير، إلا أنها أرست الأساس لعمل المعركة الآتية. لاحقًا، تضمنت المرحلة الثانية من العمل خلال عصر النعمة تغييرًا في شخصية الإنسان القديمة، مما يعني أن الله نفسه قد صنع حياة الإنسان. كان يجب أن يقوم الله بهذا شخصيًا: لقد تطلب الأمر أن يصير الله شخصيًا جسدًا، ولو لم يَصرْ جسدًا، لم يكن لأحد أن يحل محله في هذه المرحلة من العمل، لأنها تمثل عمل محاربة الشيطان مباشرةً. لو قام الإنسان بهذا العمل نيابة عن الله، فلم يكن من الممكن عندما يقف الإنسان أمام الشيطان أن يخضع الشيطان، ولكان من المستحيل أن يُهزم. كان عليه أن يكون الله المُتجسِّد الذي جاء لإلحاق الهزيمة به، لأن جوهر الله المُتجسِّد لا يزال الله، فهو لا يزال حياة الإنسان، ولا يزال هو الخالق. مهما حدث، لن تتغير هويته وجوهره. وهكذا، اتخذ جسدًا وقام بعمل إخضاع الشيطان إخضاعًا كاملاً. وأثناء مرحلة العمل في الأيام الأخيرة، لو كان للإنسان أن يقوم بهذا العمل وأُجبر على نطق الكلمات مباشرة، فعندئذٍ لن يتمكن من التحدث بها، ولو كان الأمر مجرد نطق نبوءة، فعندئذٍ لا يمكن إخضاع الإنسان. باتخاذ الله جسدًا، فإنه يأتي لهزيمة الشيطان ويدفعه للاستسلام الكامل. إنه يهزم الشيطان هزيمة تامة، ويُخضع الإنسان بالتمام، ويقتني الإنسان تمامًا، وبعد هذا تنتهي هذه المرحلة من العمل، ويتحقق النجاح. في تدبير الله، لا يستطيع الإنسان اتخاذ مكان الله. إن عمل قيادة العصر وإطلاق عمل جديد يحتاج على وجه الخصوص إلى أن يتممه الله نفسه شخصيًا. إن إعطاء الوحي للإنسان وتزويده بالنبوءة يمكن أن يقوم به الإنسان، ولكن إن كان هذا العمل يجب أن يقوم به الله شخصيًا، وهو عمل المعركة بين الله نفسه والشيطان، فإن هذا العمل لا يمكن أن يقوم به الإنسان. خلال المرحلة الأولى من العمل، حينما لم توجد معركة مع الشيطان، قاد يهوه شخصيًا شعب إسرائيل مستخدمًا النبوءة التي نطق بها الأنبياء. بعد ذلك، كانت المرحلة الثانية من العمل هي المعركة مع الشيطان، وصار الله نفسه جسدًا، وجاء في الجسد، للقيام بهذا العمل. أي شيء يتضمن معركة مع الشيطان ينطوي أيضًا على تجسُّد الله، وهو ما يعني أن هذه المعركة لا يمكن للإنسان أن يخوضها. لو كان للإنسان أن يخوض المعركة، فلن يكون قادرًا على هزيمة الشيطان. كيف يمكن أن تكون لديه القوة لمحاربته في حين لا يزال خاضعًا لمُلكه؟ يقف الإنسان في الوسط: إن مِلْت نحو الشيطان فأنت تنتمي إلى الشيطان، ولكن إذا أرضيت الله فإنك تنتمي إلى الله. لو حلّ الإنسان محل الله في عمل هذه المعركة، هل سيكون قادرًا على ذلك؟ وإن فعل ذلك، ألم يكن قد هلك منذ وقت طويل؟ ألم يكن قد دخل إلى العالم السفلي منذ فترة طويلة؟ وهكذا، لا يستطيع الإنسان أن يحل محل الله في عمله، أي أن الإنسان لا يمتلك جوهر الله، وإذا خُضْت معركة مع الشيطان، فلن تكون قادرًا على هزيمته. لا يمكن للإنسان سوى القيام ببعض العمل؛ فيمكنه كسب بعض الناس، لكنه لا يستطيع أن يحلّ محل الله في عمل الله نفسه. كيف يمكن للإنسان أن يخوض معركة مع الشيطان؟ يمكن للشيطان أن يأسرك حتى قبل أن تبدأ. الله وحده يستطيع أن يخوض معركة مع الشيطان، وعلى هذا الأساس يستطيع الإنسان أن يتبع الله ويطيعه. بهذه الطريقة وحدها يستطيع الإنسان أن يقتنيه الله ويهرب من قيود الشيطان. إن ما يمكن أن يحققه الإنسان بحكمته وسلطانه وقدراته محدود للغاية؛ فهو غير قادر على جعل الإنسان كاملاً، وغير قادر على قيادته، بل ولا حتى على هزيمة الشيطان. لا يمكن لذكاء الإنسان وحكمته أن يحبطا مخططات الشيطان، فكيف يمكن للإنسان أن يحاربه؟

من "استعادة الحياة الطبيعية للإنسان وأخذه إلى غاية رائعة" في "الكلمة يظهر في الجسد"

لأن الشيطان هو مَنْ أفسد جسد الإنسان تمامًا، ولأن قصد الله من الخلاص هو الإنسان، فلا بد أن يتخذ الله جسدًا ليخوض معركة مع الشيطان، وليرعى الإنسان رعايةً شخصية. وهذا وحده نافع لعمله. لقد وُجد الجسدان المتجسدان لله من أجل هزيمة الشيطان، كما وُجدا من أجل خلاص الإنسان على نحو أفضل. ذلك لأن مَنْ يخوض المعركة مع الشيطان لا يمكن أن يكون إلا الله، سواء أكان روح الله أم جسد الله المُتجسِّد. باختصار، مَنْ يخوض المعركة مع الشيطان لا يمكن أن يكون الملائكة، ولا بالطبع الإنسان، الذي أفسده الشيطان؛ فالملائكة عاجزون عن القيام بذلك، والإنسان أكثر عجزًا. على هذا النحو، إذا أراد الله أن يعمل في حياة الإنسان، وإذا أراد أن يأتي شخصيًا إلى الأرض ليعمل في الإنسان، فيجب أن يصير هو نفسه جسدًا، أي يجب عليه أن يتخذ لنفسه جسدًا، وبهويته المتأصلة والعمل الذي يجب عليه القيام به، يأتي بين البشر ويخلِّص الإنسان بنفسه. إذا لم يكن الأمر كذلك، ولو كان روح الله أو الإنسان هو الذي قام بهذا العمل، فإن هذه المعركة كانت لتفشل إلى الأبد في تحقيق أثرها، ولن تنتهي أبدًا، ولم يكن الإنسان ليحظى بفرصة الخلاص إلا عندما يصير الله جسدًا ليذهب بنفسه إلى الحرب ضد الشيطان بين البشر. وعندها فقط يُخزى الشيطان، ويغادر دون أية فرص لاستغلالها أو أية خطط لتنفيذها. إن العمل الذي عمله الله المتجسد لا يمكن تحقيقه بواسطة روح الله، ولا حتى يمكن لأي إنسان جسدي أن يقوم به نيابة عن الله، لأن العمل الذي يقوم به هو من أجل حياة الإنسان، ومن أجل تغيير شخصية الإنسان الفاسدة. لو شارك الإنسان في هذه المعركة، لهرب في حالة من الفوضى، ولعجز ببساطة عن تغيير شخصيته الفاسدة. سيكون غير قادر على تخليص الإنسان من الصليب، أو من إخضاع جميع البشر المتمرّدين، ولكان غير قادر إلا على القيام بالقليل من العمل القديم وفقًا للمبادئ، أو القيام بعمل غير مرتبط بهزيمة الشيطان. إذًا فلِمَ التعب؟ ما أهمية العمل الذي لا يمكن أن يقتني البشرية، ولا حتى أن يهزم الشيطان؟ وبهذا، فإن المعركة مع الشيطان لا يمكن أن يقوم بها إلا الله نفسه، ولا يمكن للإنسان ببساطة القيام بها. إن واجب الإنسان هو الطاعة والتبعية، لأن الإنسان غير قادر على عمل افتتاح حقبة جديدة، ولا يمكنه تنفيذ عمل محاربة الشيطان. لا يمكن للإنسان أن يُرضي الخالق إلا تحت قيادة الله نفسه، الذي يهزم الشيطان. هذا هو الشيء الوحيد الذي يمكن للإنسان القيام به. وهكذا، في كل مرة تبدأ معركة جديدة، أي في كل مرة يبدأ فيها عمل العصر الجديد، يعمل الله نفسه هذا العمل شخصيًا، وفيه يقود العصر بأكمله، ويفتح طريقًا جديدًا أمام البشرية بأسرها.

من "استعادة الحياة الطبيعية للإنسان وأخذه إلى غاية رائعة" في "الكلمة يظهر في الجسد"

لأن مَنْ يُدان هو الإنسان، الإنسان المخلوق من جسد وقد فسد، وليس روح إبليس المُدانة مباشرةً، فإن عمل الدينونة لا يُنفَّذ داخل العالم الروحي بل بين البشر. لا أحد ملائم ومؤهل أكثر من الله في الجسد للقيام بعمل دينونة فساد جسد الإنسان. ... لا يمكن أن يصبح إبليس مهزومًا بالكامل إلا إذا أدان الله في الجسد فساد البشرية. بعد أن اتخذ الله نفس الطبيعة البشرية التي للإنسان، يستطيع الله في الجسد أن يدين إثم الإنسان مباشرةً؛ هذه هي علامة قداسته المتأصلة فيه، وروعته. الله وحده هو المُؤهَّل ليدين الإنسان بحكم مكانته، لأنه يملك الحق والبر، ولذلك هو قادر أن يدين الإنسان. أولئك الذين ليس لديهم الحق والبر لا يصلحون لإدانة الآخرين.

من "البشرية الفاسدة في أَمَسِّ احتياج إلى خلاص الله الصائر جسدًا" في "الكلمة يظهر في الجسد"

هاتان المرحلتان من عمل الله قام بهما الله في هويته المتجسدة لأنهما مهمتان للغاية لعمل التدبير الكلي. يمكن تقريبًا أن يُقال إنه بدون عمل مرحلتي تجسد الله، لَتوقف عمل التدبير الكلي، ولِما كان عمل خلاص البشرية إلا كلامًا عبثيًّا. أهمية هذا العمل مبنية على احتياجات البشرية، وحقيقة انحرافها، وشدة عصيان إبليس وتشويشه على العمل. يُعلن عن الشخص المناسب للمهمة وفقًا لطبيعة العمل وأهميته. حين يتعلق الأمر بأهمية هذا العمل، فمن حيث الطريقة التي يجب تبنيها للقيام بالعمل – سواء إتمام العمل مباشرةً بواسطة الروح، أو بواسطة الله المتجسد، أو من خلال الإنسان – فإن أول الأمور التي تُمحى هي العمل الذي يقوم به الإنسان، وبناءً على طبيعة العمل، وطبيعة عمل الروح في مقابل الجسد، يتقرر في النهاية أن عمل الجسد أكثر فائدة للإنسان من العمل الذي يقوم به الروح مباشرة، ولا سيما أنه يقدم المزيد من المزايا. هذا هو فكر الله آنذاك لتقرير ما إذا كان العمل يجب أن يتم بالروح أم بالجسد. هناك أهمية وأساس لكل مرحلة من مراحل العمل. هي ليست خيالات بلا أساس، ولا تُنفَّذ اعتباطًا، بل تنطوي على حكمة معينة. هذه هي الحقيقة وراء كل عمل الله.

من "البشرية الفاسدة في أَمَسِّ احتياج إلى خلاص الله الصائر جسدًا" في "الكلمة يظهر في الجسد"

إن الدينونة هي عمل الله، لذلك من الطبيعي أن يقوم بها الله بنفسه، إذ لا يمكن للإنسان أن ينوب عنه في هذا العمل. وحيث أن الدينونة هي إخضاع الجنس البشري بواسطة الحق، فلا شك أن الله لا يزال يظهر في الصورة المتجسدة ليتمم هذا العمل بين البشر. أي أنه في الأيام الأخيرة سيستخدم المسيحُ الحقَّ ليُعلّم البشر الموجودين على الأرض ويجعلهم يدركون كافة الحقائق. وهو عمل دينونة يقوم به الله ذاته.

من "يسوع يتمم عمل الدينونة بالحق" في "الكلمة يظهر في الجسد"

في الأيام الأخيرة سيستخدم المسيح مجموعة من الحقائق المتنوعة لتعليم الإنسان كاشفًا جوهره ومُمحّصًا كلماته وأعماله. تضم هذه الكلمات حقائق متنوعة مثل واجب الإنسان، وكيف يجب عليه طاعة الله، وكيف يكون مواليًا لله، وكيف يجب أن يحيا بحسب الطبيعة البشرية، وأيضًا بحكمة الله وشخصيته، وما إلى ذلك. هذه الكلمات جميعها موجَّهة لجوهر الإنسان وشخصيته الفاسدة؛ وبالأخص تلك الكلمات التي تكشف كيفية ازدراء الإنسان لله، تعبّر عن كيفية تجسيد الإنسان للشيطان وكونه قوة معادية لله. في قيام الله بعمل الدينونة، لا يكتفي بتوضيح طبيعة الإنسان من خلال بضع كلمات؛ وحسب، إنما يكشفها ويتعامل معها ويهذّبها على المدى البعيد. ولا يمكن الاستعاضة عن طرق الكشف والتعامل والتهذيب هذه بكلمات عادية، بل بالحق الذي لا يقتنيه الإنسان على الإطلاق. تعتبر الوسائل من هذا النوع دون سواها دينونة ومن خلال هذه الدينونة وحدها يمكن إخضاع الإنسان واقتناعه اقتناعًا كاملاً بالخضوع لله؛ لا بل ويمكن للإنسان نفسه اكتساب معرفة حقيقية عن الله. يؤدي عمل الدينونة إلى تعرُّف الإنسان على الوجه الحقيقي لله وعلى حقيقة تمرّده أيضًا. يسمح عمل الدينونة للإنسان باكتساب فهمًا أعمق لمشيئة الله وهدف عمله والأسرار التي يصعب على الإنسان فهمها. كما ويسمح للإنسان بمعرفة وإدراك جوهره الفاسد وجذور فساده، إلى جانب اكتشاف قبح الإنسان. هذه هي آثار عمل الدينونة، لأن جوهر هذا العمل هو فعليًا إظهار حق الله وطريقه وحياته. لكل المؤمنين به، وهذا العمل هو عمل الدينونة الذي يقوم به الله.

من "يسوع يتمم عمل الدينونة بالحق" في "الكلمة يظهر في الجسد"

وبسبب هذه الإدانة أصبح بوسعكم أن تروا أن الله هو الإله البار، وأنه الإله القدوس. إنه بسبب قداسته وبره أدانكم وصبَّ غضبه عليكم. لما كان الله قادرًا على كشف شخصيته البارة عندما يرى عصيان البشر، وكشف قداسته عندما يرى شر البشر، فإن ذلك يكفي لإظهار أنه هو الله ذاته القدوس الخالي من الخطية، الذي يعيش أيضًا في أرض الشر. لو كان الله إنسانًا يدنس نفسه مع الآخرين، ولو لم يكن لديه أي عناصر للقداسة أو شخصية بارة، لم يكن حينئذٍ مؤهلاً لإدانة عدم بر البشر أو الحكم عليهم. لو كان إنسان يدين إنسانًا، ألم يكن ذلك كمَنْ يصفع وجهه بنفسه؟ كيف يكون لإنسان الحق في إدانة شخص من جنسه، شرير مثله؟ الوحيد الذي يستطيع أن يدين كل البشر الأشرار هو الله القدوس نفسه، فكيف يمكن لإنسان أن يدين خطايا الإنسان؟ كيف يكون الإنسان قادرًا على رؤية خطايا الإنسان، وكيف يكون مؤهلاً لإدانته؟ لو لم يكن لله الحق في إدانة خطايا الإنسان، فكيف يكون الله البار بذاته؟ عندما تنكشف شخصيات الناس الشريرة، فإنه يتكلم ليدينهم، حينئذٍ فقط يستطيعون أن يروا أنه قدوس.

من "كيف تؤتي الخطوة الثانية من عمل الإخضاع ثمارها" في "الكلمة يظهر في الجسد"

لكي يُغيِّر كل من يعيشون في الجسد شخصيتهم يحتاجون إلى أهداف يسعون وراءها، ومعرفة الله تحتاج شهادة عن الأفعال الواقعية لله ووجه الحقيقي. ولا يمكن تحقيق كليهما إلا من خلال الله المُتجسِّد، ولا يمكن إنجاز كليهما إلا من خلال الجسد الحقيقي والعادي. لهذا السبب فإن التجسد ضروري، ولهذا تحتاج إليه كل البشرية الفاسدة. حيث أن الناس مطلوب منهم أن يعرفوا الله، فيجب أن تختفي الصور عن الآلهة المبهمة والخارقة للطبيعة من قلوبهم، وحيث أنه مطلوب منهم أن يتخلصوا من طبيعتهم الفاسدة، عليهم أولاً أن يعرفوا شخصيتهم الفاسدة. لو أن الإنسان قام بالعمل للتخلص من صور الآلهة المبهمة من قلوب الناس، فسوف يفشل في تحقيق التأثير السليم، لأن صور الآلهة المبهمة في قلوب الناس لا يمكن الكشف عنها أو التخلص منها أو طردها بالكامل من خلال الكلمات وحدها. فحتى مع فعل هذا، سيظل في النهاية من غير الممكن التخلص من هذه الأشياء المتأصلة في الناس. وحده الله العملي والصورة الحقيقية لله هما ما يمكنهما أن يحلا محل هذه الأشياء المبهمة والخارقة للطبيعة ليسمحا للناس بمعرفتهما تدريجيًا، وبهذه الطريقة وحدها يمكن تحقيق التأثير المطلوب. يقر الإنسان بأن الله الذي كان يطلبه في الأزمنة الماضية هو إله مبهم وخارق للطبيعة. ما يمكنه تحقيق هذا الأثر ليس القيادة المباشرة للروح، ولا تعاليم إنسان معين، بل الله المُتجسِّد. تتعرى تصورات الإنسان حين يقوم الله المُتجسِّد بعمله رسميًّا، لأن الحالة الطبيعية والحقيقية لله المُتجسِّد هي نقيض الإله المبهم الخارق للطبيعة الموجود في مخيلة الإنسان. لا يمكن أن تنكشف التصورات الأصلية للإنسان إلا من خلال مقارنتها مع الله المُتجسِّد. فدون المقارنة مع الله المُتجسِّد، لا يمكن أن تنكشف تصورات الإنسان. بعبارة أخرى، لا يمكن أن تنكشف الأشياء المبهمة دون مقارنتها مع الحقيقة. لا أحد يستطيع استخدام الكلمات للقيام بهذا العمل، ولا أحد قادر على التكلم عن هذا العمل مُستخدِمًا الكلمات. الله وحده فقط يمكنه القيام بعمله، ولا أحد آخر يستطيع القيام بهذا العمل نيابةً عنه. مهما كان غنى لغة الإنسان، فهو عاجز عن النطق بالحالة الحقيقية والطبيعية لله. لا يمكن للإنسان أن يعرف الله على نحو عملي أكثر، ويراه بدرجة أوضح إن لم يعمل الله بصورة شخصية بين البشر ويظهر صورته وكيانه لهم إظهارًا كاملاً. هذا التأثير لا يمكن تحقيقه من خلال أي إنسان جسداني. ... ولكن عمل جسد الله في عهد النعمة وعهد الملكوت، يتضمن طبيعة الإنسان الفاسدة ومعرفته بالله، وهو جزء هام وحيوي من عمل الخلاص. لذلك فإن البشرية الفاسدة في أمس احتياج إلى خلاص الله المُتجسِّد، وأكثر احتياجًا إلى عمل الله المُتجسِّد المباشر. تحتاج البشرية إلى الله المُتجسِّد ليرعاها، ويدعمها، ويسقيها، ويطعمها، ويدينها ويوبخها، تحتاج إلى مزيد من النعمة وفداءً أكبر من الله المتجسد. الله في الجسد وحده يمكنه أن يكون خليل الإنسان، وراعي الإنسان، والعون الحاضر للإنسان، وكل هذا هو ضرورة التجسُّد اليوم وفي الأزمنة الماضية.

من "البشرية الفاسدة في أَمَسِّ احتياج إلى خلاص الله الصائر جسدًا" في "الكلمة يظهر في الجسد"

أفضل شيء بشأن هذا العمل في الجسد هو أنه يمكن أن يترك تشجيعات وكلمات دقيقة، وإرادته الدقيقة من نحو البشرية لمن يتبعونه، لذلك يمكن لأتباعه بعد ذلك أن ينقلوا كل كلماته ومشيئته على نحو أكثر دقة وتماسكًا للبشرية جمعاء لكل الذين يقبلون هذا الطريق. لا يمكن إلا لعمل الله في الجسد بين البشر أن يتمم حقًّا حقيقة وجود الله وحياته بين البشر. هذا العمل وحده يمكنه أن يشبع رغبة الإنسان في رؤية وجه الله، والشهادة عن عمل الله، وسماع كلمة الله الشخصية. يُنهي ظهور الله المُتجسّد العصر الذي لم يظهر فيه إلا ظل يهوه للبشرية ويُنهي أيضًا عصر إيمان البشرية بالله المبهم. يأتي عمل آخر مرحلة لتجسد الله بالبشرية جمعاء إلى عصر أكثر واقعية وعملية وأكثر سرورًا. إنه لا يختتم عهد الناموس والعقيدة فحسب؛ بل الأكثر أهمية، أنه يكشف للبشرية عن الله الحقيقي والعادي، البار والقدوس، الذي يكشف عن عمل خطة التدبير ويُظهر غاية البشرية وأسرارها، الذي خلق البشرية والذي سينهي عمل التدبير، والذي ظل مُحتجبًا لآلاف السنوات. يُنهي عصر الإبهام والغموض تمامًا، ويختتم العهد الذي ابتغت فيه البشرية جمعاء طلب وجه الله ولكنها لم تنظره، وينهي العصر الذي فيه خدمت البشرية جمعاء إبليس، ويقود البشرية كلها إلى عصر جديد كليًّا. كل هذا هو نتاج عمل الله في الجسد بدلاً من روح الله. ... في النهاية، تخيلات الإنسان جوفاء ولا يمكنها أن تحل محل وجه الله الحقيقي؛ لا يمكن لشخصية الله المتأصلة وعمله أن يجسدهما الإنسان. إن الله غير المرئي في السماء وعمله لا يمكن إلا أن يجيئا إلى الأرض من خلال الله المتجسد الذي قام بعمله شخصيًا بين البشر. هذه هي الطريقة المُثلى التي يظهر بها الله للإنسان، وفيها يرى الإنسان الله ويعرف وجهه الحقيقي، ولا يمكن تحقيق هذا من خلال إله غير متجسد.

من "البشرية الفاسدة في أَمَسِّ احتياج إلى خلاص الله الصائر جسدًا" في "الكلمة يظهر في الجسد"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق