الأحد، 10 مارس 2019

البرق الشرقي | كنيسة الله القدير|من المهم جدًا فهم شخصية الله

كلمات الله بطاقة العنوان|كنيسة الله القدير|البرق الشرقي
كلمات الله بطاقة العنوان

البرق الشرقي | كنيسة الله القدير|من المهم جدًا فهم شخصية الله

توجد العديد من الأشياء التي آمل أن تتمموها. ومع ذلك، فإن أفعالكم وكل حياتكم غير قادرة على تلبية مطالبي بالكامل، لذلك ليس أمامي خيار سوى أن أدخل مباشرةً في صُلب الموضوع وأشرح لكم إرادتي. نظرًا لضعف تمييزكم وكذلك ضعف تقديركم، فأنتم تقريبًا تجهلون شخصيتي وكذلك جوهري جهلاً تامًا، ومن ثمَّ فإن الأمر ملحٌ أن أخبركم عنهما. بغض النظر عن مقدار ما فهمته في السابق أو ما إذا كنتَ على استعداد لمحاولة فهم هذه القضايا، لا يزال يتعيّن عليَّ شرحها لكم بالتفصيل.
    هذه القضايا ليست غريبة عليكم بجملتها، ولكن لا يبدو أنكم تفهمون المعنى المتضمن فيها أو على دراية به. كثير منكم ليس لديه سوى فهم ضعيف، بل وفهم جزئي وغير كامل لذلك. ولمساعدتكم على ممارسة الحق بشكل أفضل، أي تطبيق كلامي تطبيقًا أفضل، أعتقد أن هذه هي القضايا التي يجب أن تعرفوها أولاً. وإلا، فإن إيمانكم سيبقى مبهمًا وزائفًا ومملوءًا بزخارف الدين. إن كنتَ لا تفهم شخصية الله، فسيكون من المستحيل عليك القيام بالعمل الذي يجب عليك القيام به لأجله. وإن كنتَ لا تعرف جوهر الله، فسيكون من المستحيل عليك أن تُظهر له المهابة والتقوى، وبدلاً من ذلك لن تُبدي سوى لامبالاةً ومراوغةً، بل وتجديفًا عنيدًا. مع أن فهم شخصية الله أمر مهم بالفعل، ولا يجب التقليل من شأن معرفة جوهر الله، إلا أنه لم يسبق لأحد أن درس هذه القضايا أو تعمّق فيها. من الواضح أنكم قد رفضتم جميع المراسيم الإدارية التي أصدرتها. إذا كنتم لا تفهمون شخصية الله، فسوف تسيئون بسهولة إلى شخصيته. مثل هذا الإثم يعادل إغضاب الله نفسه، وتصبح النتيجة النهائية لتصرفك هي مخالفة المراسيم الإدارية. الآن يجب عليك أن تدرك أن فهم شخصية الله يأتي مع معرفة جوهره، وأنه جنبًا إلى جنب مع فهم شخصية الله يأتي فهم المراسيم الإدارية. بالتأكيد، تتطرق العديد من المراسيم الإدارية إلى شخصية الله، ولكن لم يُعبر عن شخصيته بكاملها في طيات هذه المراسيم. ومن ثمَّ، عليكم أن تخطوا خطوة أخرى في تطوير فهمكم لشخصية الله.

إنني أتحدث معكم اليوم ليس كما أفعل في محادثة عادية، لذا جديرٌ بكم أن تتعاملوا مع كلماتي بحذر، إضافة إلى ذلك، أن تتأملوها بعمق. ما أعنيه بهذا هو أنكم لم تكرّسوا سوى القليل من الجهد للكلمات التي تحدثت بها. عندما يتعلق الأمر بشخصية الله، فأنتم أقل استعدادًا للتأمل في هذه المسألة بجدية، ونادرًا ما يبذل أي شخص مجهودًا فيها. لهذا السبب أقول إن إيمانكم هو مجرد طريقة مُتكلِّفة في الحديث. وحتى الآن، لم يكرّس أي واحد منكم أي جهد جدي تجاه ضعفكم المميت. لقد خذلتموني بعد كل الآلام التي تحملتها من أجلكم. ولا عجب ألا يكون لديكم أي اعتبار لله وتعيشون حياة خالية من الحقيقة. كيف يمكن اعتبار أناس مثل هؤلاء قديسين؟ لن يتساهل قانون السماء مع مثل هذا الشيء! بما أنكم لا تفهمون هذا، فليس لدي خيار سوى أن أبذل المزيد من الجهد.
إن شخصية الله موضوع يبدو مجرّدًا جدًا للجميع، بل وليس من السهل على الجميع قبوله، لأن شخصيته لا تشبه شخصية الإنسان. لله أيضًا مشاعره الخاصة من الفرح والغضب والحزن والسعادة، لكن تختلف هذه المشاعر عن مشاعر الإنسان. الله هو ما هو عليه وهو ما لديه. كل ما يعبِّر عنه ويكشفه هو تمثيل لجوهره وهويته. ما هو عليه وما لديه، وكذلك جوهره وهويته، هي أشياء لا يمكن استبدالها بأي إنسان. وتشمل شخصيته حبه للبشرية، وعزاءه للبشرية، وكراهيته للبشرية، بل وأكثر من ذلك، فهمه الشامل للبشرية. غير أن شخصية الإنسان قد تكون متفائلة أو مفعمة بالحياة أو متبلّدة. إنّ شخصية الله تُنسب إلى المُهيمِن على الكائنات الحيّة من بين كلّ الأشياء، وإلى ربّ كل الخليقة. وتمثل شخصيته الشرف والقوة والنبل والعظمة، والأهم من ذلك كله، السيادة. إن شخصيته رمز للسلطان، ورمز لكل ما هو بار، ورمز لكل ما هو جميل وصالح. أكثر من ذلك، إنها رمز لمَنْ لا يُغلب[1] ولا يهزمه الظلام ولا أي قوة لعدو، وكذلك رمز لمَنْ لا يُهان من أي مخلوق (ولا يتحمّل الإهانة)[2]. إن شخصيته رمز للقوة العليا. لا يمكن لأي شخص أو أشخاص أن يعيقوا عمله أو شخصيته ولا ينبغي لهم. لكن شخصية الإنسان ليست أكثر من مجرد رمز للتفوق البسيط للإنسان على البهائم. ليس للإنسان في ذاته أو من ذاته سلطانًا ولا استقلالية ولا قدرة على تجاوز الذات، بل هو في جوهره الشخص الذي ينكمش خوفًا تحت رحمة كل الناس والأحداث والأشياء. يعود فرح الله إلى وجود البر والنور وظهورهما، وذلك بسبب تدمير الظلام والشر. إنه يفرح لأنه أتي بالنور والحياة الطيبة إلى البشرية؛ إن فرحه هو فرح صالح، ورمز لوجود كل ما هو إيجابي، بل وأكثر من ذلك، أنه رمز للابتهاج. يرجع غضب الله إلى وجود الظلم والاضطراب اللذيْن تسببا في أذية البشرية، وبسبب وجود الشر والظلام، وبسبب وجود الأشياء التي تُبعد الحق، وحتى بسبب وجود أشياء تعارض ما هو صالح وجميل. يرمز غضبه إلى أن كل الأشياء السلبية لم تعُد موجودة، بل والأكثر من ذلك، هو رمز لقداسته. إن حزنه بسبب الإنسان، الذي يحمل آمالاً من جهته، ولكنه سقط في الظلام، لأن العمل الذي يجريه على الإنسان لا يرقى لتوقعاته، ولأن البشرية التي يحبها لا يمكن أن تعيش كلها في النور. إنه يشعر بالأسى تجاه البشرية البريئة، وتجاه الإنسان الأمين ولكنه جاهل، وتجاه الإنسان الصالح ولكنه يفتقر إلى الآراء السديدة. حزنه هو رمز لصلاحه ورحمته، ورمز للجمال واللطف. تأتي سعادته بالطبع من هزيمة أعدائه والظفر بحسن نية الإنسان. أكثر من هذا، إنها تنبع من طرد كل قوات العدو وتدميرها، وبسبب حصول البشرية على حياة صالحة وهادئة. إن سعادة الله لا تشبه فرح الإنسان، بل هي الشعور بالحصول على ثمار جيدة، هي حتى شعور أعظم من الفرح. سعادته هي رمز للبشرية المتحررة من المعاناة من الآن فصاعدًا، ورمز للبشرية التي تستشرف الدخول إلى عالم النور. من ناحية أخرى، تنشأ مشاعر الإنسان بسبب مصالحه الشخصية، وليس من أجل البر أو النور أو ما هو جميل، ولا بالطبع من أجل النعمة التي تمنحها السماء. إن مشاعر البشر أنانية وتنتمي إلى عالم الظلام. لا توجد هذه المشاعر لأجل مشيئة الله، ولا توجد لأجل خطته، وهكذا لا يمكن أبدًا التحدث عن الإنسان والله في السياق نفسه. إن الله هو العَليّ إلى الأبد والمُبَجّل دائمًا، بينما الإنسان وضيع دائمًا، ولا قيمة له أبدًا. هذا لأن الله يقدم التضحيات دائمًا ويكرّس نفسه للبشرية؛ إنما الإنسان دائمًا ما يأخذ لنفسه ويسعى لأجل نفسه فقط. يتحمل الله دائمًا آلامًا من أجل بقاء الإنسان، ولكن لا يعطي الإنسان أي شيء أبدًا من أجل النور أو من أجل البر. وحتى لو بذل الإنسان جهدًا لبعض الوقت، فهو ضعيف جدًا بحيث لا يستطيع تحمُّل ضربة واحدة، لأن جهد الإنسان هو دائمًا من أجل ذاته وليس من أجل الآخرين. إن الإنسان دائمًا أناني، بينما الله دائمًا إِيثارِيّ. إن الله هو مصدر كل ما هو عادلٌ وصالحٌ وجميلٌ، في حين أن الإنسان هو الذي يتبع كل القبح والشر ويظهرهما بوضوح. لن يغيِّر الله أبدًا جوهره من البر والجمال، لكن الإنسان قادرٌ تمامًا في أي وقت وفي أي وضع على خيانة البر والانحراف بعيدًا عن الله.
تنطوي كل جملة تحدثت بها على شخصية الله. ستعمل عملاً جيدًا للتفكير في كلماتي بعناية، وستجني الكثير منها بالتأكيد. إن جوهر الله يصعب جدًا استيعابه، لكنني على ثقة بأنكم جميعًا لديكم على الأقل فكرة عن شخصية الله. آمل إذًا أن تظهروا لي وأن تفعلوا المزيد مما لا يهين شخصية الله. عندها سأكون مطمئنًا. على سبيل المثال، احفظ الله في قلبك طيلة الوقت. عندما تتصرف، افعل ذلك بحسب كلماته. ابحث عن نواياه في كل شيء، وامتنع عن القيام بما لا يحترم الله ويهينه، كما لا ينبغي عليك أن تضع الله في مؤخرة عقلك لملء الفراغ المستقبلي في قلبك. إن كنت تقوم بذلك، فستكون قد أسأت إلى شخصية الله. ومرة أخرى، على افتراض أنك لن تقوم أبدًا بعمل تصريحات أو شكاوى تجديفية ضد الله خلال حياتك، وأيضًا بافتراض أنك قادر على إتمام كل ما أوكله الله لك بشكل صحيح، وأن تخضع لكلماته أيضًا طيلة حياتك، فعندها ستكون قد نجحت في تجنب المخالفة ضد المراسيم الإدارية. على سبيل المثال، إذا سبق لك أن قلت: "لماذا لا أعتقد أنه هو الله؟"، أو "أعتقد أن هذه الكلمات ليست سوى بعض الاستنارة من الروح القدس"، أو "في رأيي، ليس كل ما يعمله الله بالضرورة صحيح"، أو "إن الطبيعة البشرية لله لا تتفوق على طبيعتي البشرية"، أو "إن كلمات الله ببساطة لا يمكن تصديقها"، أو غيرها من مثل هذه التصريحات الانتقادية، فأنصحك بالاعتراف بخطاياك والتوبة عنها لمرات أكثر من المعتاد. وإلا، فلن تحصل على فرصة للغفران، لأنك لا تسيء إلى إنسان، بل إلى الله نفسه. قد تعتقد أنك تحكم على إنسان، لكن روح الله لا يعتبر الأمر كذلك. إن عدم احترامك لجسده يساوي عدم احترامه هو. وهكذا، ألا تسيء إلى شخصية الله؟ عليك أن تتذكر أن كل ما يقوم به روح الله يتم من أجل الحفاظ على عمله في الجسد ولكي يتمّم هذا العمل بشكل جيد. إذا تجاهلت هذا، فأنا أقول إنك شخص لن يكون قادرًا أبدًا على النجاح في الإيمان بالله، لأنك أثرت غضب الله، لذلك سوف يُعِدُّ عقابًا مناسبًا ليعلِّمك درسًا.
إن معرفة جوهر الله ليس أمرًا تافهًا. يجب أن تفهم شخصيته. بهذه الطريقة ستحصل تدريجيًا ودون أن تدري على معرفة جوهر الله. عندما تكون قد دخلت في هذه المعرفة، ستجد نفسك تخطو إلى الأمام في حالة أعلى وأكثر جمالاً. وفي النهاية، ستشعر بالخجل من روحك القبيحة، لدرجة تشعرك أنه لا يوجد مكان لتختبئ فيه. في ذلك الوقت، سيقل تدريجيًا سلوكك تجاه الإساءة إلى شخصية الله، وسيقترب قلبك أكثر فأكثر من قلب الله، وسوف ينمو تدريجيًا حبه في قلبك. هذا علامة على دخول البشر في حالة جميلة. ولكن حتى الآن لم تحققوا هذا. مع انطلاقكم ذهابًا وإيابًا من أجل مصيركم، مَنْ سيكون لديه الرغبة في محاولة معرفة جوهر الله؟ إذا استمر هذا، سوف تتعدون على المراسيم الإدارية دون وعي، لأنكم لا تفهمون سوى القليل جدًا عن شخصية الله. لذلك، أليس ما تفعلونه الآن هو وضع أساس لآثامكم ضد شخصية الله؟ لا يتعارض طلبي منكم أن تفهموا شخصية الله مع عملي. لأنكم إن كنتم تتعدون على المراسيم الإدارية كثيرًا، فمَنْ منكم يمكن أن يفلت من العقاب؟ ألن يكون عملي بأكمله حينها بلا جدوى؟ لذلك، ما زلت أطلب منكم، بالإضافة إلى التدقيق في سلوككم، أن تكونوا حذرين في الخطوات التي تتخذونها. سيكون هذا هو المطلب الأعلى الذي أطلبه منكم، وآمل أن تفكروا فيه جميعًا بعناية وأن تولوه اهتمامكم بجدية. إذا جاء يوم من الأيام أغضبتني فيه أعمالكم غضبًا عارمًا، فسيكون عليكم وحدكم التفكير في العواقب، ولن يوجد شخص آخر يتحمل العقاب بدلاً منكم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق