الأحد، 24 فبراير 2019

البرق الشرقي | كنيسة الله القدير| مَنْ يعرفون الله وعمله هم وحدهم مَنْ يستطيعون إرضاءه

كلمات الله بطاقة العنوان|كنيسة الله القدير|البرق الشرقي
كلمات الله بطاقة العنوان

البرق الشرقي | كنيسة الله القدير| مَنْ يعرفون الله وعمله هم وحدهم مَنْ يستطيعون إرضاءه

يتضمن عمل الله المتجسِّد جزئين. في المرة الأولى التي صار فيها جسدًا، لم يؤمن به الناس أو يعرفوه، وصلبوا يسوع على الصليب. وفي المرة الثانية أيضًا لم يؤمن الناس به، وبالأحرى لم يعرفوه، وصلبوا المسيح مرةً أخرى على الصليب. أليس الإنسان هو عدو الله؟ إن كان الإنسان لا يعرفه، فكيف له أن يكون خليل الله؟ كيف يكون مؤهلاً ليحمل شهادةً لله؟ محبة الله، خدمة الله، تمجيد الله – أليست هذه أكاذيب خادعة؟
   إن كرستَ حياتك لهذه الأمور غير الواقعية وغير العملية، أفلا يضيع مجهودك هباءً؟ كيف يمكنك أن تكون خليل الله إن كنت لا تعرف مَنْ هو الله؟ أليس هذا السعي غامضًا ومجردًا؟ أليس خادعًا؟ كيف يمكن للمرء أن يكون خليل الله؟ ما هي الأهمية العملية لكونك خليل الله؟ هل يمكنك أن تكون خليلاً حميمًا لروح الله؟ هل يمكنك أن ترى مدى عظمة ورِفعة الروح؟ أن تكون خليلاً حميمًا لإله غير مرئي وغير ملموس، أفليس هذا بالأمر الغامض والمجرد؟ ما هي الأهمية العملية لهذا السعي؟ أليست جميعها أكاذيب خادعة؟ إن ما تسعى إليه هو أن تكون خليل الله، ومع ذلك أنت في الواقع تابع للشيطان، لأنك لا تعرف الله، ولكنك تسعى بحثًا عن "إله كل الأشياء" غير المرئي وغير الملموس، وتسعى وراء تصوراتك الشخصية. إن تكلمنا بطريقة غامضة، فهذا "الإله" هو الشيطان، وإن تكلمنا من وجهة نظر عملية فهذا "الإله" هو أنت. أنت تسعى إلى أن تكون خليل نفسك الحميم ومع ذلك تقول إنك تسعى إلى أن تكون خليل الله، أليس هذا تجديفًا؟ ما هي قيمة هذا السعي؟ إن لم يَصِرْ روح الله جسدًا، فعندئذٍ يكون جوهر الله هو غير مرئي، وروح حياة غير ملموس، وبلا هيئة وعديم الشكل، ومن نوعٍ غير مادي، ولا يمكن للإنسان إدراكه أو استيعابه. كيف يمكن للإنسان أن يكون خليلاً لروح معنوي وعجيب وغير مُدرَك مثل هذا؟ أليست هذه مزحة؟ هذا المنطق الأحمق غير صالح وغير عملي. الإنسان المخلوق له نوع متأصل مختلف عن روح الله، كيف يمكن أن يصبح الاثنان خليلين؟ إن لم يكن روح الله قد ظهر في جسد، وإن لم يصر الله جسدًا واتضع ليصبح كمخلوق، لَكان الإنسان المخلوق غير مؤهل وغير قادر أن يكون خليله، وبعيدًا عن أولئك المؤمنين الأتقياء الذين كانت لديهم فرصة ليكونوا أخلاء الله بعد دخولهم السماء، لكان معظم الناس قد عجزوا عن أن يصيروا أخلاء لروح الله. وإن كان الإنسان يرغب في أن يصير خليلاً لله في السماء تحت إرشاد الله المتجسّد، أوليس هو بأحمق غير بشري على نحو مذهل؟ كل ما يسعى إليه الإنسان هو "الأمانة" تجاه إله غير مرئي، ولا يبدي أقل اهتمام للإله الذي يمكن رؤيته، لأنه من السهل جدًّا السعي وراء إله غير مرئي – فالإنسان بإمكانه فعل هذا كيفما يشاء. ولكن السعي وراء الله المرئي ليس بالأمر السهل. الإنسان الذي يسعى وراء إله غامض هو بالتأكيد غير قادر على الحصول على الله، لأن الأشياء الغامضة والمجردة يمكن للإنسان تخيلها ولا يمكنه الحصول عليها. إن كان الله الذي أتى بينكم إلهًا ساميًا وممجدًا وتعذر عليكم الوصول إليه، فكيف لكم أن تدركوا مشيئته؟ وكيف لكم أن تعرفوه وتفهموه؟ إن قام فقط بعمله، ولم يكن لديه تواصل عادي مع الإنسان، أوِ لم يمتلك طبيعة بشرية عادية ولم يتمكن البشر الفانون من الاقتراب منه، فكيف لكم أن تعرفوه، حتى لو قام بالكثير من العمل لأجلكم ولكنكم لم تتواصلوا معه ولم تستطيعوا رؤيته؟ إن لم يكن لهذا الجسد طبيعة بشرية عادية، لما استطاع الإنسان معرفة الله بأية طريقة؛ فقط لأن الله تجسّد، تأهل الإنسان لأن يكون خليلاً لهذا الإله الظاهر في الجسد. أصبح الإنسان خليلاً لله لأن الإنسان تواصل معه، ولأنه عاش معه وفي صحبته، لذلك بدأ يعرفه تدريجيًّا. لو لم يكن الأمر كذلك، ألم يكن سعي الإنسان هباءً؟ ما أريد أن أقوله إن الإنسان لا يستطيع أن يكون خليلاً لله بسبب عمل الله فقط، ولكن بسبب واقعية الله المتجسِّد وحالته الطبيعية. فقط لأن الله يصير جسدًا، يحظى الإنسان بفرصة لأداء واجبه، وفرصة لعبادة الله الحقيقي. أليست هذه هي أكثر حقيقة واقعية وعملية؟ الآن، هل ما زلت ترغب في أن تكون خليل الله في السماء؟ فقط حين يتضع الله لمدى معين، أي عندما يصير الله جسدًا، يستطيع الإنسان أن يكون صديقًا حميمًا وخليلاً له. الله روح: كيف يكون الإنسان مؤهلاً ليصبح خليلاً لهذا الروح السامي للغاية الذي يفوق الإدراك؟ فقط حين ينزل روح الله في الجسد، ويصير كمخلوق بنفس المظهر الخارجي للإنسان، يستطيع الإنسان أن يفهم مشيئته ويُربَح منه فعليًّا. هو يتكلم ويعمل في الجسد، ويشارك في أفراح الإنسان وأحزانه وضيقاته، ويحيا في نفس العالم مثل الإنسان، ويحمي الإنسان ويرشده، ومن خلال هذا يطهّره ويسمح له بالحصول على خلاصه وبركاته. بعدما يحصُل الإنسان على هذه الأشياء يفهم بذلك حقًّا مشيئة الله، ووقتها فقط يمكنه أن يكون خليلاً لله. هذا فقط هو الأمر العملي. إن كان الله غير مرئي وغير ملموس للإنسان، كيف يمكن للإنسان أن يكون خليله؟ أليس هذا تعليمًا أجوفًا؟
يوجد العديد من الناس الذين لا يزالون يسعون في إيمانهم بالله اليوم وراء ما هو غامض ومجرد. ليس لديهم استيعاب لواقع عمل الله اليوم، ولا يزالون يحيون بين الحروف والتعاليم. كما أن معظمهم لم يخوضوا بعد في واقع العبارات الجديدة مثل "الجيل الجديد ممَنْ يحبون الله"، و"خليل الله"، و"قدوة ومثال في محبة الله"، و"أسلوب بطرس"؛ بدلاً من ذلك، لا يزال مسعاهم غامضًا ومجردًا، ولا يزالون يتلمسون طريقهم في التعاليم، وليس لديهم فهم عن واقع هذه الكلمات. حين يصير روح الله جسدًا، يمكنك أن ترى وتلمس عمله في الجسد. ومع ذلك إن كنت لا تزال عاجزًا عن أن تصير خليله، ولا تزال عاجزًا عن أن تكون صديقه الحميم، فكيف إذًا يمكنك أن تصير صديقًا حميمًا لروح الله؟ إن كنت لا تعرف إله اليوم، كيف يمكنك أن تصبح واحدًا من هذا الجيل الجديد الذي يحب الله؟ أليست هذه حروفًا وتعاليم جوفاء؟ هل أنت قادر على رؤية الروح وإدراك مشيئته؟ أليست هذه كلمات فارغة؟ لا يكفي أن تقول ببساطة هذه العبارات والمصطلحات، ولا يمكنك إرضاء الله من خلال القرار فحسب. أنتَ مكتفٍ بقول هذه الكلمات، وتفعل ذلك لإشباع رغباتك، وإرضاء مُثُلك غير الواقعية، وإرضاء تصوراتك وتفكيرك الشخصي. إن كنت لا تعرف إله اليوم، فبغض النظر عمّا تفعله، ستعجز عن إرضاء شهوة قلب الله. ما معنى أن تكون صديق الله الحميم؟ هل لا زالتَ لا تفهم هذا؟ حيث أن خليل الله هو إنسان، لذلك فالله أيضًا إنسان، أي أن الله صار جسدًا، صار إنسانًا. فقط مَنْ هم مِن نفس النوع يمكنهم تسمية بعضهم الآخر أصدقاء أحِمَّاء، وقتها فقط يمكن اعتبارهم أحِمَّاء. إن كان الله من روح، كيف يمكن للإنسان المخلوق أن يكون خليله؟
إيمانك بالله، وسعيك للحق، وحتى طريقة سلوكك جميعها مبنية على الواقع القائل إن جميع ما تفعله يجب أن يكون عمليًّا، ولا يجب أن تسعى وراء الأمور الوهمية والخيالية. لا قيمة في السلوك بهذه الطريقة، وإضافة إلى ذلك، لا أهمية لمثل هذه الحياة. لأن سعيك وحياتك يُقضيان في مجرد زيف وخداع، وأنت لا تسعى وراء أشياء ذات قيمة وأهمية، كل ما تحصل عليه هو منطق وتعاليم حمقاء وليست هي الحق. مثل هذه الأشياء ليس لها علاقة بأهمية وقيمة وجودك، وستذهب بك إلى عالم أجوف. بهذه الطريقة، ستكون حياتك كلها بلا قيمة أو أهمية، وإن لم تسعَ وراء حياة ذات أهمية، يمكنك أن تعيش مئة عام بلا جدوى. كيف يمكن أن يُطلق عليها حياة بشرية؟ أليست في الواقع حياة أحد الحيوانات؟ بالمثل، إن كنتم تحاولون اتباع طريق الإيمان بالله، ولكن لا تحاولون السعي وراء الله الذي يمكن رؤيته، بل تعبدون إلهًا غير ملموس وغير مرئي، أليس مسعاكم بلا طائل؟ في النهاية، سيصبح سعيكم كومة من الحطام. أية منفعة لكم من هذا السعي؟ المشكلة الكبرى مع الإنسان هي أنه يحب فقط الأشياء التي لا يمكنه رؤيتها أو لمسها، الأشياء الغامضة والعجيبة بصورة فائقة، الأشياء التي يتخيلها الإنسان ولا يمكن للبشر الحصول عليها. كلما كانت هذه الأشياء غير واقعية، خضعت لتحليل الإنسان الذي يسعى وراءها غافلاً عن أي شيء آخر خادعًا نفسه بإمكانية الحصول عليها. كلما كانت غير واقعية، دقق فيها الإنسان وفحصها، وتمادى في تقديم أفكاره المفصلة عنها. وعلى النقيض، كلما كانت الأشياء واقعية، كلما رفضها الإنسان، ولم يبالِ بها بل ويزدريها. أليس هذا بالتحديد هو موقفكم من العمل الواقعي الذي أقوم به اليوم؟ كلما كانت هذه الأشياء واقعية، ازداد تحيزكم ضدها. لا تقضون وقتًا في فحصها، ولكنكم تتجاهلونها ببساطة؛ أنتم لا تكترثون لهذه المتطلبات المباشرة الواقعية، وتتكتمون على العديد من التصورات عن الله الأكثر واقعية. أنتم ببساطة عاجزون عن قبول واقعه وحالته العادية. بهذه الطريقة، ألا تؤمنون وسط حالة ضبابية؟ لديكم إيمان لا يتزعزع في إله الماضي الغامض، ولا تهتمون بإله الحاضر الواقعي. أليس هذا لأن إله البارحة وإله اليوم من عصرين مختلفين؟ أليس أيضًا لأن إله البارحة هو إله السماء المُعظم، بينما إله اليوم هو رجل صغير على الأرض؟ أليس لأن الله الذي عبده الإنسان هو نتاج تصوراته، بينما إله اليوم هو جسد حقيقي على الأرض؟ حين قيل وفُعل الكل، أليس لأن إله اليوم هو واقعي جدًّا لدرجة أن الإنسان لا يسعى وراءه؟ لأن ما يطلبه إله اليوم من الإنسان هو بالتحديد أكثر الأمور التي لا يرغب الإنسان في فعلها، والتي تجعله يشعر بالعار. ألا يُصعِّب هذا الأمور على الإنسان؟ ألا يكشف هذا عن عيوبه؟ بهذه الطريقة، العديد ممَنْ لا يسعون وراء الواقع يصبحون أعداء الله المتجسد، يصبحون ضد المسيح. أليست هذه هي الحقيقة الواضحة؟ في الماضي، عندما لم يكن الله قد أتى في جسدٍ، ربما كنت ستصبح شخصية روحية أو مؤمنًا ورِعًا. بعدما صار الله جسدًا، أصبح العديد من المؤمنين الورعين ضد المسيح من دون قصد. هل تعرف ماذا يحدث هنا؟ في إيمانك بالله، لا تركز على الواقع أو تسعى إلى الحق، ولكنك مهووس بأكاذيب، أليس هذا هو أوضح مصدر لعداوتك لله المتجسّد؟ الله المتجسّد يُدعى المسيح، أليس إذًا كل مَنْ لا يؤمنون بالله المتجسّد هم ضد المسيح؟ وبذلك هل مَنْ تؤمن به وتحبه حقًّا هو هذا الإله الظاهر في الجسد؟ هل هو حقًا الإله الذي يعيش ويتنفس وهو الأكثر واقعية والعادي على نحو فائق؟ ما هو الهدف من سعيك بالتحديد؟ هل هو في السماء أم الأرض؟ هل هو التصور أم الحق؟ هل هو الله أم كيان ما فائق للطبيعة؟ في الواقع، الحق هو أكثر أقوال الحياة المأثورة واقعية، وهو أعلى حكمة موجودة بين البشرية بأسرها. لأنه الشرط الذي جعل الله يخلق الإنسان، وهو العمل الشخصي الذي قام به الله، لذلك يُطلق عليه قول الحياة المأثور. إنه ليس قولاً مأثورًا مُلخصٌ من شيء، وهو ليس اقتباسًا مشهورًا لشخصية عظيمة؛ بل هو قول للبشرية من سيد السماوات والأرض وسائر الأشياء، وليس هو بعض كلمات قام إنسان بتلخيصها، بل هو حياة الله المتأصِّلة. ولذلك يُدعى أعظم جميع أقوال الحياة المأثورة. إنَّ سعي الإنسان لتطبيق الحق هو أداء لواجبه، أي السعي لاستيفاء شرط الله. جوهر هذا الشرط هو أكثر كل الحقائق واقعيةً، أكثر من التعاليم الجوفاء التي لا يمكن لأي إنسان تحقيقها. إن كنت لا تسعى وراء شيء إلا التعاليم التي لا تحتوي على واقع، ألست متمردًا على الحق؟ ألست شخصًا يهاجم الحق؟ كيف يمكن لشخص مثل هذا أن يسعى لمحبة الله؟ مَنْ هم بلا واقع، هم من يخونون الحق، وهم متمردون تمردًا متأصلاً!
بغض النظر عن كيفية سعيك، عليك أولاً أن تفهم العمل الذي يقوم به الله اليوم، وينبغي عليك أن تعرف أهمية هذا العمل. ينبغي عليك أن تفهم وتعرف العمل الذي يقوم به الله حين يأتي في الأيام الأخيرة، وما الشخصية التي يجلبها، وما سيكتمل في الإنسان. إن كنت لا تفهم ولا تعرف العمل الذي أتى الله ليقوم به في الجسد، فكيف يمكنك أن تدرك مشيئته إذًا؟ وكيف يمكنك أن تصير خليله؟ في الواقع أن تكون خليل الله ليس بالأمر المعقد، ولكنه ليس أيضًا بالأمر البسيط. إن كان في استطاعة الإنسان أن يدرك، فبإمكانه إذًا أن يُنفّذ، وهكذا يكون الأمر ليس معقدًا؛ إن لم يكن في استطاعة الإنسان أن يدرك، فسيكون الأمر أكثر صعوبة؛ كما يصبح الإنسان عرضة للسعي وسط الغموض. في السعي إلى الله، إن لم يكن لدى الإنسان مكانته التي يقف فيها، ولا يعرف ما هو الحق الذي ينبغي عليه أن يتمسك به، فهذا يعني أنه بلا أساس، وليس من السهل عليه أن يبقى صامدًا. اليوم يوجد العديد ممَنْ لا يفهمون الحق، وهم غير قادرين على التمييز بين الخير والشر أو المحبة والكراهية. لا يصمد أشخاص مثل هؤلاء إلا بالكاد. مفتاح الإيمان بالله هو القدرة على ممارسة الحق، والاهتمام بمشيئة الله، ومعرفة عمل الله في الإنسان حين يأتي في الجسد والمبادئ التي يتكلم بها. لا تتبع الجموع، ويجب أن يكون لديك مبادئ تتعلق بالأمور التي تدخل فيها، ويجب عليك أن تتمسك بتلك المبادئ. التمسك بهذه الأمور وأنت مستنير من الله يساعدك. إن لم تثبُت، ستنحرف اليوم في اتجاه، وتنحرف غدًا في اتجاه آخر، ولن تحصل على أي شيء واقعي أبدًا. اتباعك لهذا الأسلوب لن ينفع حياتك بشيء. مَن لا يفهمون الحق عادةً ما يتبعون آخرين: إن قال الناس هذا هو عمل الروح القدس، فأنت أيضًا ستقول إنه عمل الروح القدس؛ وإن قال الناس إنه عمل روح شرير، فأنت أيضًا ستتشكك أو تقول إنه عمل روح شرير. أنت دائمًا تكرر كلام الآخرين، ولست قادرًا على تمييز أي شيء بنفسك ولا التفكير بنفسك. هذا الشخص بلا مكانة، وهو غير قادر على التمييز، هذا الشخص هو صعلوك عديم القيمة! هؤلاء الأشخاص يكررون عادةً كلمات الآخرين: اليوم يُقال إن هذا هو عمل الروح القدس، ولكن في يوم آخر يقول أحدهم إنه ليس عمل الروح القدس بل أعمال إنسان، ومع ذلك لا يمكنك تمييز هذا وحين تراهم يقولون هذا، تقول نفس الشيء. إنه في الواقع عمل الروح القدس، ولكنك تقول إنه عمل إنسان؛ ألم تصبح واحدًا ممَنْ يجدفون على عمل الروح القدس؟ ومن خلال هذا، ألم تعارض الله لأنك لا تستطيع التمييز؟ مَنْ يعرف، قد يظهر في يوم ما أحد الحمقى الذي سيقول: "هذا عمل روح شرير"، وحين تسمع هذه الكلمات، ستضل وتكرر كلمات الآخرين مرةً أخرى. في كل مرة يثير أحدهم تشويشًا تصبح عاجزًا عن الثبات على موقفك، وكل هذا لأنك لا تمتلك الحق. الإيمان بالله والسعي وراء معرفة الله ليس بالأمر البسيط. هما أمران لا يمكن تحقيقهما من خلال الاجتماع معًا وسماع عظة ببساطة، ولا يمكن تكميلك بالشغف وحده. ينبغي أن تختبر وتعرف ويكون لديك مبادئ في أفعالك، وتحصل على عمل الروح القدس. حين تجتاز الخبرات، ستكون قادرًا على تمييز العديد من الأمور وستميز بين الخير والشر والبر والإثم، وبين ما هو من جسد ودم وما هو من الحق. ينبغي أن تكون قادرًا على التمييز بين كل تلك الأشياء، ومن خلال هذا، وبغض النظر عن الظروف، لن تضل أبدًا. هذه فقط هي قامتك الحقيقية. معرفة عمل الله ليست بالأمر البسيط: يجب أن يكون لديك معايير وهدف في سعيك، عليك أن تعرف كيف تطلب الطريق الحق، وكيف تقيس ما إذا كان هذا الطريق صحيحًا أم لا، وإذا كان هذا هو عمل الله أم لا. ما هو المبدأ الأساسي في طلب الطريق الحق؟ عليك أن تنظر ما إذا كان يوجد عمل للروح القدس أم لا، وما إذا كانت هذه الكلمات هي تعبير عن الحق، ومَنْ الذي تُقدم له الشهادة، وماذا تضيف إليك. التمييز بين الطريق الحق والطريق المزيف يحتاج العديد من أوجه المعرفة الأساسية، وأهمها هو معرفة إذا كان هذا هو عمل الروح القدس أم لا. جوهر إيمان الإنسان بالله هو الإيمان بروح الله، وحتى إيمانه بالله المتجسِّد يرجع لسبب أن هذا الجسد هو تجسيد لروح الله، مما يعني أن هذا الإيمان لا يزال إيمانًا في الروح. هناك اختلافات بين الروح والجسد، ولكن لأن هذا الجسد أتى من الروح، وأن الكلمة يصير جسدًا، لذلك فإن ما يؤمن به الإنسان لا يزال جوهر الله المتأصل. وعليه، في تمييز ما إذا كان هذا الطريق الحق أم لا، قبل أي شيء ينبغي أن تنظر ما إذا كان يوجد عمل الروح القدس أم لا، بعد ذلك عليك أن تنظر ما إذا كان يوجد حق أم لا في هذا الطريق. هذا الحق هو شخصية حياة البشرية العادية، أي إن هذا هو ما طُلب من الإنسان حين خلقه الله في البداية، أي من كافة البشر العاديين (بما في ذلك الحس والبصيرة والحكمة الإنسانية والمعرفة الأساسية للكينونة البشرية). أي إن عليك أن تنظر ما إذا كان هذا الطريق يأخذ الإنسان إلى حياة البشر العاديين أم لا، وما إذا كان هذا الحق الذي يتم الإعلان عنه مطلوبًا وفقًا لواقع البشرية العادية أم لا، وما إذا كان هذا الحق عمليًّا وواقعيًّا، وإذا كان في وقته الصحيح أم لا. إن كان يوجد حق، فهو قادر على أخذ الإنسان عبر خبرات واقعية وعادية؛ ويصبح الإنسان بالإضافة إلى ذلك أكثر طبيعية، ويصبح الحس البشري للإنسان أكثر كمالاً، وتصبح حياة الإنسان في الجسد وحياته الروحية أكثر ترتيبًا، وتصبح عواطف الإنسان أكثر طبيعية. هذا هو المبدأ الثاني. ثمة مبدأ آخر وهو ما إذا كان لدى الإنسان معرفة متزايدة عن الله أم لا، وما إذا كان اختبار هذا العمل والحق يمكنه إلهام محبة الله فيه، ويقربه من الله أكثر من ذي قبل أم لا. هكذا يمكن قياس إن كان هو الطريق الحق أم لا.‎ الأساس أن يكون هذا الطريق واقعيًّا أكثر من كونه فائقًا للطبيعة، وأن يكون قادرًا على إمداد حياة الإنسان. إن تطابق مع هذه المبادئ، فيٌستنتج أن هذا الطريق هو الطريق الحق. لا أقول هذه الكلمات لأجعلكم تقبلون طرقًا أخرى في خبراتكم المستقبلية، ولا كنبوءة عن وجود عمل في عصر جديد آخر في المستقبل. أقول هذه الكلمات لكي تتيقنوا أن طريق اليوم هو الطريق الحق، ولكي لا تكونوا مرتابين تجاه عمل اليوم وتكونوا غير قادرين على الحصول على بصيرة نافذة عنه. مع أنه يوجد العديد من الناس الذين يمتلكون يقينًا، إلا أنهم لا يزالون تابعين في حيرة؛ مثل هذا اليقين بلا مبدأ، وسيُمحَون عاجلاً أم آجلاً. حتى أولئك المتحمسونفي تبعيتهم، يتيقنون قليلاً ويتشككون كثيرًا، مما يوضح أنهم بلا أساس. لأن مقدرتكم فقيرة للغاية وأساسكم ضحل للغاية، قد لا يكون لديكم فهم عن التمييز. الله لا يكرر عمله، ولا يقوم بعمل غير واقعي، ولا يطلب شروطًا مفرطة من الإنسان، ولا يقوم بعمل يتخطى الحس البشري. كل ما يفعله الله داخل نطاق الحس العادي للإنسان، ولا يتخطى حس البشرية العادية، وعمله يكون وفقًا لمتطلبات الإنسان العادي. إن كان هو عمل الروح القدس، يصير الإنسان عاديًا بدرجة أكبر، وتصبح بشريته عادية بدرجة أكبر. يحصل الإنسان على معرفة متزايدة عن شخصيته التي أفسدها إبليس، وجوهر الإنسان، ويكون لديه اشتياق أكبر إلى الحق. أي إن حياة الإنسان تنمو أكثر فأكثر، وتصبح الشخصية الفاسدة للإنسان قادرة على اكتساب المزيد من التغير تدريجيًا، وكل هذا يعني أن الله يصبح حياة الإنسان. إن وجد طريق يعجز عن كشف هذه الأمور التي تمثل جوهر الإنسان، ويعجز عن تغيير شخصية الإنسان، ويعجز أيضًا عن الإتيان به أمام الله أو إعطائه فهمًا صحيحًا عن الله، بل ويقلّل من بشريته ويجعل حسه غير طبيعي، فمن المؤكد أن هذا الطريق ليس الطريق الحق، وربما يكون عمل روح شرير أو طريق قديم. باختصار لا يمكن أن يكون هو عمل الروح القدس الحالي. لقد آمنتم بالله طوال كل هذه السنوات، ومع ذلك ليس لديكم القليل من المعرفة بشأن مبادئ التمييز بين الطريق الحق والطريق الباطل أو السعي وراء الطريق الحق. معظم الناس حتى غير مهتمين بهذه الأمور؛ يذهبون حيث تذهب الأغلبية، ويكررون ما تقوله الأغلبية. كيف يمكن أن يكون هذا شخصًا يسعى وراء الطريق الحق؟ وكيف يمكن لأولئك الناس إيجاد الطريق الحق؟ إن فهمت هذه المبادئ المفتاحية المتعددة، فمهما يحدث، لن تنخدع. من الضروري اليوم أن يكون الإنسان قادرًا على القيام بهذه التمييزات؛ فهذا ما ينبغي على البشرية العادية أن تمتلكه، وما ينبغي على الإنسان العادي أن يتملكه في خبراته. لو أن الإنسان لا يزال غير قادر على تمييز أي شيء في تبعيته، وحسه الإنساني لا يزال غير ناضج، فالإنسان أحمق للغاية، وسعيه خاطئ ومنحرف. لا يوجد أدنى تمييز في سعيك اليوم، صحيح أنك تقول إنك وجدت الطريق الحق، فهل اقتنيته؟ هل استطعت تمييز أي شيء؟ ما هو جوهر الطريق الحق؟ في الطريق الحق، أنت لم تقتنِ الطريق الحق، ولم تحصل على أي شيء من الحق، أي أنك لم تحقق ما طلبه الله منك، ولذلك لم يحدث أي تغيير في فسادك. إن داومت على السعي في هذا الطريق، ستُباد في النهاية. في تبعيتك حتى اليوم، يجب عليك أن تتيقّن أن الطريق الذي اتخذته هو الطريق الحق، ولا ينبغي أن يكون لديك المزيد من الشكوك. العديد من الناس يتشككون ويتوقفون عن السعي وراء الحق بسبب بعض الأمور الصغيرة. أناس مثل هؤلاء ليس لديهم معرفة عن عمل الله، وهم يتبعون الله في حيرة. الناس الذين لا يعرفون عمل الله عاجزون عن أن يكونوا أخِلاءه أو يحملوا شهادةً له. أنا أنصح أولئك الذين يسعون فقط وراء البركة ويسعون فقط وراء ما هو غامض ومجرد أن يسعوا وراء الحق بأسرع ما يمكن، لكي تكون حياتهم ذات أهمية. لا تخدعوا أنفسكم أكثر من ذلك!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق