الأربعاء، 18 ديسمبر 2019

كيف ينبغي على المرء أن يتعامل مع الكتاب المقدس ويستخدمه بطريقة تتوافق مع إرادة الله؟ ما هي القيمة الأصلية للكتاب المقدس؟

البرق الشرقي | كنيسة الله القدير | الكتاب المقدس

كيف ينبغي على المرء أن يتعامل مع الكتاب المقدس ويستخدمه بطريقة تتوافق مع إرادة الله؟ ما هي القيمة الأصلية للكتاب المقدس؟


آيات الكتاب المقدس للرجوع إليها:

"فَتِّشُوا ٱلْكُتُبَ لِأَنَّكُمْ تَظُنُّونَ أَنَّ لَكُمْ فِيهَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً. وَهِيَ ٱلَّتِي تَشْهَدُ لِي. وَلَا تُرِيدُونَ أَنْ تَأْتُوا إِلَيَّ لِتَكُونَ لَكُمْ حَيَاةٌ" (يوحنا 5: 39-40).


أنا اليوم أفحص الكتاب المقدس بدقة بهذه الطريقة وهذا لا يعني أني أكرهه أو أنكر قيمته كمرجع. أنا أشرح وأوضّح لك الأصول والقيمة المتأصلة للكتاب المقدس لكي أُطلقك من أسر الظُّلمة. لأن الناس لديهم الكثير من الآراء حول الكتاب المقدس، ومعظمها خاطئ؛ قراءة الكتاب المقدس بهذه الطريقة لا تمنعهم فقط من الحصول على ما يجب عليهم الحصول عليه بل، الأكثر أهمية، أنها تعيق العمل الذي أنوي القيام به. إنه تشويش ضخم لعمل المستقبل، ويقدم فقط العوائق وليس المميزات. لذلك، فإن ما أعلِّمك إياه هو ببساطة جوهر الكتاب المقدس وقصته الداخلية. لا أطلب منك عدم قراءة الكتاب المقدس، أو أن تتجول مُعلِنًا أنه يخلو تمامًا من القيمة، بل أطلب منك أن يكون لك معرفة ورأي صحيحان عن الكتاب المقدس. لا تكن أحادي الاتجاه للغاية! مع أن الكتاب المقدس كتاب تاريخي كتبه بشر، فهو أيضًا يوثق العديد من المبادئ التي من خلالها خدم الأنبياء والقديسون القدامى اللهَ، وأيضًا خبرات الرسل اللاحقة في خدمة الله، وجميعها قد رآها وعرفها هؤلاء الناس حقًّا، ويمكن أن تكون مثل مرجع لأناس هذا العصر في السعي وراء الطريق الحق. لذلك من خلال قراءة الكتاب المقدس يمكن اكتساب العديد من طرق الحياة التي لا يمكن إيجادها في كتب أخرى. هذه الطرق هي طرق حياة عمل الروح القدس الذي اختبره الأنبياء والرسل في العصور الماضية، والعديد من الكلمات الثمينة، والتي بإمكانها أن توفر ما يحتاجه الناس. لذلك، يحب الناس جميعًا أن يقرؤوا الكتاب المقدس. ولأن هناك الكثير من الخبايا في الكتاب المقدس، تختلف آراء الناس فيه عن آرائهم عن كتابات الشخصيات الروحية العظيمة. الكتاب المقدس هو سجل ومجموعة من خبرات ومعارف أناس خدموا يهوه ويسوع في العصر القديم والجديد، لكي تستطيع الأجيال التالية أن تحصل على الكثير من الاستنارة والإضاءة وطرق الممارسة من خلالها. السبب في كون الكتاب المقدس أعلى من كتابات أية شخصية روحية عظيمة هو أن كل كتاباتهم (أي الشخصيات) مُستقاة من الكتاب المقدس، وكافة خبراتهم آتية من الكتاب المقدس، وجميعهم يشرحون الكتاب المقدس. وعليه، فمع أن الناس يمكنهم اكتساب استفادة من كتب أية شخصية روحية عظيمة، هم لا يزالون يعبدون الكتاب المقدس، لأنه يبدو ساميًا وعميقًا لهم! مع أن الكتاب المقدس يجمع بعض أسفار كلمات الحياة معًا، مثل الرسائل البولسية والبطرسية، ومع إمكانية حصول الناس على مساعدة وعون من هذه الأسفار، إلا أن هذه الأسفار تعود لتاريخ قديم، وتنتمي لعصر قديم، ولا يهم مدى جودتها؛ فهي فقط مناسبة لفترة واحدة، وليست أبدية. ولأن عمل الله يتطور دائمًا، فهو لا يمكن أن يقف ببساطة عند زمن بولس وبطرس أو يظل دائمًا في عصر النعمة الذي صُلب فيه يسوع. وعليه، فإن هذه الأسفار مناسبة فقط لعصر النعمة، وليس لعصر ملكوت الأيام الأخيرة. بإمكانها فقط تقديم شيء لمؤمني عصر النعمة وليس قديسي عصر الملكوت، وبغض النظر عن مدى جودتها، فهي لا تزال عتيقة. نفس الشيء ينطبق على عمل يهوه في الخلق وعمله في إسرائيل: لا يهم مدى عظمة العمل، فهو ما زال عتيقًا، وسيمر عليه الزمن. عمل الله أيضًا مشابه: هو عمل عظيم، ولكن سيأتي الوقت وينتهي؛ لا يمكن أن يظل دائمًا في عمل الخليقة ولا عمل الصلب. لا يهم مدى إقناع عمل الصلب، ولا يهم مدى تأثيره في هزيمة الشيطان، فالعمل، في المقام الأول، لا يزال عملاً، والعصور، في المقام الأول، لا تزال عصورًا؛ لا يمكن أن يبقى العمل دائمًا على نفس الأساس، ولا يمكن ألا تتغير الأزمنة أبدًا، لأنه كانت هناك خليقة، ويجب أن تكون هناك أيام أخيرة. هذا أمر حتمي!

من "بخصوص الكتاب المقدس (4)" في "الكلمة يظهر في الجسد"

هذا لأن الكتاب المقدس استمر لآلاف السنين من التاريخ البشري والناس جميعًا يعاملونه كما يعاملون الله. لدرجة أن الناس في الأيام الأخيرة وضعوا الكتاب المقدس محل الله. هذا شيء يكرهه الله حقًا. لذا فقد كان عليه في الوقت الذي لا يعمل فيه أن يوضح القصة الداخلية وأصل الكتاب المقدس، وإلا لكان الكتاب المقدس سيظل بديلاً لله في قلوب الناس، ولكان بإمكانهم إدانة أفعال الله وقياسها استنادًا لكلمات الكتاب المقدس. إن تفسير الله لجوهر الكتاب المقدس وبنائه وأوجه قصوره لا ينكر على الإطلاق وجود الكتاب المقدس، ولا يدينه. بل يهدف إلى تقديم تفسير معقول ومناسب، ولاستعادة الصورة الأصلية للكتاب المقدس، ولتصحيح سوء الفهم لدى الناس تجاه الكتاب المقدس حتى يحظى الناس بوجهة نظر صحيحة عنه، ولا يعبدونه مرة أخرى، ومن ثم لا يضلون، لأنهم يخطئون بتبنيهم إيمانًا أعمى بالكتاب المقدس بوضعه في نفس درجة إيمانهم بالله وعبادته، حتى إنهم لا يجرؤون على مواجهة خلفيته الحقيقية ونقاط الضعف فيه. بعد أن يكتسب الجميع فهمًا نقيًا عن الكتاب المقدس، سيكون بإمكانهم أن يضعوه جانبًا دون تردد، وقبول كلام الله الجديد بشجاعة. هذا هو هدف الله في هذه الفصول العديدة. إن الحق الذي يريد الله أن يخبر الناس به هنا هو أنه لا يمكن لأي نظرية أو حقيقة أن تحل محل عمل الله الحالي أو كلامه، ولا يوجد ما يمكنه أن يحل محل مكانة الله. إذا لم يستطع الناس أن يتحرَّروا من قيود الكتاب المقدس، فلن يتمكنوا أبدًا من القدوم أمام الله. إذا أرادوا أن يأتوا أمام الله، فيجب عليهم أولاً تطهير قلوبهم مما يمكن أن يحل محله – وبهذه الطريقة سيكون الله راضيًا.

من مقدمة "كلام المسيح أثناء سيره في الكنائس" في "الكلمة يظهر في الجسد"

إذا كنت ترغب في أن ترى عمل عصر الناموس وأن ترى كيف اتبع بنو إسرائيل طريق يهوه، فلا بُدَّ أن تقرأ العهد القديم. أما إذا أردت أن تفهم عمل عصر النعمة، فلا بُدَّ أن تقرأ العهد الجديد. لكن كيف ترى عمل الأيام الأخيرة؟ لا بد أن تقبل قيادة إله اليوم وأن تدرك عمل اليوم لأن هذا هو العمل الجديد الذي لم يسبق أن سجله أحدٌ من قبل في الكتاب المقدس. اليوم اتخذ الله جسدًا وعيَّنَ مختارين آخرين في الصين. إن الله يعمل في أولئك، وهو يواصل عمله على الأرض، ويستكمل عمل عصر النعمة. إن عمل اليوم هو طريق لم يسلكه الإنسان من قبل ولم يره أحدٌ من قبل. إنه عمل لم يُعمَل من قبل؛ فهو أحدث أعمال الله على الأرض، لذلك فإن العمل الذي لم يحدث من قبل ليس تاريخًا، لأن الآن هو الآن، ولم يصبح ماضيًا بعد. لا يعرف الناس أن الله قد عمل عملاً أعظم وأحدث على الأرض وخارج إسرائيل، وأنه قد خرج بالفعل خارج نطاق إسرائيل وخارج نبوات الأنبياء. إنهم لا يعرفون أنه عملٌ جديد وعجيب خارج النبوات، وأنه عملٌ جديد خارج حدود إسرائيل، وأنه عملٌ لا يستطيع الناس أن يدركوه ولا أن يتخيلوه. كيف يمكن للكتاب المقدس أن يشتمل على سجلات صريحة عن هذا العمل؟ مَنْ عساه استطاع أن يسجل كل صغيرة من عمل اليوم دونما حذفٍ قبل أن يحدث؟ مَنْ بوسعه أن يسجل هذا العمل الأكثر عظمة وحكمة الذي يتحدى التقليد في الكتاب القديم البالي؟ إن عمل اليوم ليس تاريخًا، ولهذا، إذا أردتَ أن تسلك طريق اليوم الجديد، فلا بد أن تهجر الكتاب المقدس وأن تتجاوز كتب النبوة أو التاريخ في الكتاب المقدس. حينئذٍ فقط سوف تتمكن من السير في الطريق الجديد بصورة سليمة، وستتمكن من دخول الحالة الجديدة وإدراك العمل الجديد. يجب أن تفهم لماذا يُطلَب منك اليوم ألا تقرأ الكتاب المقدس، ولماذا يوجد عمل آخر منفصل عن الكتاب المقدس، ولماذا لا يتطلع الله إلى ممارسة أحدث وأكثر تفصيلاً في الكتاب المقدس، ولماذا يوجد – بدلاً من ذلك – عمل أعظم خارج الكتاب المقدس. هذا ما يجب أن تفهموه كله. يجب أن تعرف الفارق بين العملين القديم والجديد، وأن تكون قادرًا على التمييز بينهما حتى لو لم تقرأ الكتاب المقدس؛ لأنك لو لم تتمكن من ذلك، فسوف تظل تعبد الكتاب المقدس، وسوف يصعب عليك أن تدرك العمل الجديد وأن تخضع لتغيرات جديدة. لما كان هناك طريق أسمى، فلماذا تدرس ذلك الطريق المتدني القديم؟ ولما كانت هناك أقوال حديثة وعمل أحدث، فلماذا تعيش وسط سجلات تاريخية قديمة؟ بمقدور الأقوال الحديثة أن تكفيك، وهو ما يُثبِت أن هذا هو العمل الجديد؛ فليس بوسع السجلات القديمة أن تشبعك أو تلبي احتياجاتك الحالية، وهو ما يُثبِت أنها مجرد تاريخ وليست عمل الوقت الراهن. الطريق الأسمى هو العمل الأحدث، ويظل الماضي – بغض النظر عن سمو طريقه – في ظل وجود العمل الجديد يمثل تاريخ أفكار الناس، ويظل يمثل الطريق القديم مهما كانت قيمته كمرجع. يظل الطريق القديم تاريخًا رغم أنه مُسجَّل في "الكتاب المقدس"، كما يظل الطريق الجديد هو طريق الوقت الراهن حتى ولو لم يكن مسجلاً في "الكتاب المقدس". يستطيع هذا الطريق أن يُخلِّصك وأن يغيرك، ذلك لأنه عمل الروح القدس.

من "بخصوص الكتاب المقدس (1)" في "الكلمة يظهر في الجسد"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق