الأحد، 22 سبتمبر 2019

ما الفرق بين الطريقة التي عمل بها الرب يسوع في عصر النعمة والطريقة التي يعمل بها الله القدير في عصر الملكوت؟

البرق الشرقي | كنيسة الله القدير

ما الفرق بين الطريقة التي عمل بها الرب يسوع في عصر النعمة والطريقة التي يعمل بها الله القدير في عصر الملكوت؟


كلمات الله المتعلقة:

أثناء تجسُّد الله الأول، كان من الضروري لله أن يشفي المرضى ويُخرِج الأرواح الشريرة لأن عمله كان الفداء. لكي يفدي الجنس البشري بأسره، كان يحتاج إلى أن يكون شفوقًا ورحيمًا. العمل الذي قام به قبل أن يُصلب كان شفاء المرضى وطرد الأرواح الشريرة، وهذا العمل بشَّر بخلاصه للإنسان من الخطيئة والنجاسة. لأن العصر كان عصر النعمة، كان من الضروري له أن يشفي المرضى، ويظهر الآيات والعجائب، والتي كانت تُمثِّل النعمة في ذلك العصر؛ لأن عصر النعمة تمركز حول منح النعمة، المتمثِّلة في السلام والفرح والبركات المادية وكافة رموز إيمان الناس بيسوع.

من "جوهر الجسد الذي سكنه الله" في "الكلمة يظهر في الجسد"

كان العمل الذي قام به يسوع متوافقًا مع احتياجات الإنسان في ذلك العصر. وكانت مهمته فداء البشرية وغفران ذنوبها، ولذا كانت شخصيته تتسم كليًّا بالتواضع والصبر والمحبة والتقوى والحلم والرحمة والإحسان. لقد أغدق على البشرية بركته وأسبغ عليها نعمته، وكل الأشياء التي يمكن أن تستمتع بها، ومتّعها بالسلام والسعادة، وبرفقه ومحبته ورحمته وإحسانه. وفي ذلك الزمان، لم يتلق البشر إلا الكثير من الأشياء التي يمكنهم الاستمتاع بها: فنزل السلام والسكينة على قلوبهم، وغشيت السلوى أرواحهم، وكان المخلّص يسوع يمدّهم بالقوت. وكان تمكنهم من الحصول على تلك الأشياء نتيجة للعصر الذي عاشوا فيه. ففي عصر النعمة، كان الإنسان قد خضع لفساد الشيطان، ولذلك، وحتى يحقق عمل فداء البشرية جمعاء النتيجة المرجوة، فقد تطلَّبَ فيضًا من النعمة، وحلمًا وصبرًا غير محدودين، وفوق ذلك، ذبيحة كافية للتكفير عن خطايا البشرية. وما رأته البشرية في عصر النعمة كان ذبيحتي للتكفير عن خطايا الإنسان، وتلك الذبيحة هي يسوع. كل ما عرفوه هو أن الرب يمكن أن يكون رحيمًا وحليمًا، وكل ما رأوه هو رحمة يسوع وإحسانه، كل ذلك لأنهم عاشوا في عصر النعمة. ولذا كان لزامًا قبل أن يتم فداؤهم أن ينعموا بأشكال النعمة المختلفة التي أسبغها عليهم يسوع، وهذا وحده عاد عليهم بالنفع. فبتلك الطريقة، من خلال التنعم بالنعمة تُغفر خطاياهم، ويحظون أيضًا بفرصة الافتداء عبر التمتع بحلم يسوع وصبره. بذلك فقط استحقوا الغفران والتمتع بنعمة يسوع الوفيرة التي أسبغها عليهم مصداقًا لقول يسوع: "لَمْ آتِ لفداء الأَبْرَار بَلْ الخُطَاة، لينال الخطاة مغفرة خطاياهم". ولو أن يسوع قد تجسد في شخصية من صفاتها الدينونة وإنزال اللعنات والسخط وعدم التسامح مع آثام الإنسان، لما حظي الإنسان بفرصة الفداء ولظل أسير الخطيئة إلى أبد الآبدين. ولو حدث هذا لتوقفت خطة تدبير الله ذات الستة آلاف عام عند عصر الناموس، ولأمتد عصر الناموس لستة آلاف عام، ولزادت خطايا الإنسان فصارت أكثر عددًا وأشد فداحة، ولكان الإنسانُ قد خُلق عبثًا. كان البشر سيتمكنون فقط من خدمة يهوه تحت الناموس، ولكن خطاياهم كانت ستتجاوز خطايا البشر الأوائل. كلما أحب يسوع البشرية وغفر لها خطاياها ومنحها رحمة وحنانًا، زادت قدرة البشرية على نيل الخلاص، وأن تُدعى الخراف الضالة التي أعاد يسوع شراءها بثمن باهظ. لم يستطع الشيطان التدخل في هذا العمل لأن يسوع عامل أتباعه كأم حانية تضع طفلها في حضنها. لم يغضب عليهم أو يرذلهم بل كان ممتلئًا بالعزاء؛ لم يثر غضبًا بينهم أبدًا، بل احتمل خطاياهم وغضَّ الطرفَ عن حماقتهم وجهلهم لدرجة قوله: "اغفر للآخرين سبعين مرة سبع مرات". وبذلك غير قلبه قلوب الآخرين. بهذه الطريقة نال الناس غفران الخطايا من خلال طول أناته.

من "القصة الحقيقية وراء العمل في عصر الفداء" في "الكلمة يظهر في الجسد"

يعمل الروح القدس وفقًا للعصر، وليس وفقًا لإرادة شخص ما أو القواعد الموضوعة. لقد تغير العصر، والعصر الجديد يجب أن يأتي معه بعمل جديد. هذا صحيح بالنسبة لكل مرحلة من مراحل العمل، لذلك عمله لا يتكرر أبدًا. في عصر النعمة، قام يسوع بالكثير من هذا العمل مثل شفاء المرضى وطرد الأرواح الشريرة ووضع الأيدي على الناس والصلاة لهم ومباركتهم. ولكن الاستمرار في فعل نفس الشيء لا يخدم أي هدف اليوم. عمل الروح القدس بهذه الطريقة آنذاك، لأنه كان عصر النعمة وقد رأى الإنسان ما يكفي من النعمة للمتعة. لم يكن على الإنسان أن يدفع أي ثمن وكان بإمكانه نيل النعمة طالما لديه إيمان. الجميع كانوا يُعامَلون بسماحة. الآن قد تغير العصر وعمل الله مضى قدمًا؛ من خلال توبيخه ودينوته، ستتم إزالة تمرد الإنسان والأمور غير النقية التي بداخله. لأنها كانت مرحلة الفداء، كان على الله أن يقوم بعمل مثل هذا مُظهرًا للإنسان نعمة كافية ليتمتع بها، لكي يستطيع الإنسان أن يُفتدى من الخطية، ومن خلال النعمة تُغفر له خطاياه. تتم هذه المرحلة لكي تكشف الإثم الموجود داخل الإنسان من خلال التوبيخ والدينونة والكلمات اللاذعة، وأيضًا التأديب وإعلان الكلمات، لكي يخلص الإنسان فيما بعد. هذا العمل أعمق من الفداء. في عصر النعمة، تمتع الإنسان بنعمة كافية وقد اختبر هذه النعمة بالفعل، لذلك لم يعد على الإنسان التمتع بها. عمل مثل هذا قد عفا عليه الزمن ولم يعد يتم. الآن، يخلص الإنسان بدينونة الكلمة. بعدما يُدان الإنسان ويوبخ ويُنقى، تتغير شخصيته. أليس هذا بسبب الكلمات التي أقولها؟

من "سر التجسُّد (4)" في "الكلمة يظهر في الجسد"

حين يصير الله جسدًا هذه المرة، فسيعبّر عمله عن شخصيته من خلال التوبيخ والدينونة في المقام الأول. وباستخدامه هذا الأساس سيأتي بالمزيد من الحق للإنسان ويُظهر له المزيد من طرق الممارسة، وهكذا يحقق هدفه من إخضاع الإنسان وتخليصه من شخصيته الفاسدة. هذا هو ما يكمن وراء عمل الله في عصر الملكوت.

من تمهيد "الكلمة يظهر في الجسد"

ما أقوله اليوم هو إدانة خطايا الناس وعدم برهم، ولعنة لعصيانهم. سوف يخضع غشهم والتواؤهم وكلامهم وأفعالهم وكل الأشياء التي لا تتفق مع إرادته للدينونة، وسوف يُدان عصيان الناس باعتباره إثما. إنه يتكلم بحسب مبادئ الدينونة، ويكشف عن شخصيته البارة من خلال إدانته لعدم برهم ولعن عصيانهم وفضح كل وجوههم القبيحة.

من "كيف تؤتي الخطوة الثانية من عمل الإخضاع ثمارها" في "الكلمة يظهر في الجسد"

لدى الله العديد من الوسائل لتكميل الإنسان. إنه يستعمل جميع وسائل البيئة للتعامل مع شخصية الإنسان الفاسدة، ويستخدم أمورًا مختلفة ليعرّي الإنسان. من جهة، إنه يتعامل مع الإنسان، ومن جهة أخرى يعرّي الإنسان، ومن جهة أخرى، يكشف الإنسان، ينقّب ويكشف عن "الأسرار" في أعماق قلب الإنسان، ويظهر طبيعة الإنسان عبر الكشف عن العديد من حالاته. يجعل الله الإنسان كاملاً من خلال العديد من الطرق، – من خلال الوحي، والتعامل، والتنقية والتوبيخ – لكي يعرف الإنسان أن الله عملي.

من "يمكن فقط لأولئك الذين يركزون على الممارسة أن يكونوا كاملين" في "الكلمة يظهر في الجسد"

بماذا يتحقق تكميل الله للإنسان؟ بواسطة شخصيته البارّة. تتكوَّن شخصية الله في المقام الأول من البر والنقمة والجلال والدينونة واللعنة، وتكميله للإنسان يتحقَّق أساسًا من خلال الدينونة. بعض الناس لا يفهمون ويسألون لماذا لا يكون باستطاعة الله أن يُكمِّل الإنسان إلا من خلال الدينونة واللعنة. يقولون: "إذا كان على الله أن يلعن الإنسان، أفلن يموت الإنسان؟ وإذا كان على الله يدين الإنسان، أفلن يكون الإنسان مدانًا؟ فكيف رغم هذا يمكن جعله كاملًا؟" هذه هي كلمات الناس الذين لا يعرفون عمل الله. ما يلعنه الله هو عصيان الإنسان، وما يدينه الله هي خطايا الإنسان. ومع أنه يتكلم بصرامة، وبدون أدنى درجة من الرقة، إلا أنه يكشف كل ما بداخل الإنسان، ومن خلال هذه الكلمات الصارمة يكشف ما هو جوهري في داخل الإنسان، ولكن من خلال مثل هذه الدينونة يمنح الإنسان معرفة عميقة بحقيقة الجسد، وهكذا يستسلم الإنسان إلى الطاعة أمام الله. إن جسد الإنسان هو جسد خطية، وهو من الشيطان، وهو متمرد، وهو موضع توبيخ الله – ومن ثمَّ، فمن أجل السماح للإنسان بمعرفة نفسه، يجب أن تحلَّ كلمات دينونة الله عليه ويجب أن توظَّف كل أنواع التنقية؛ عندها فقط يمكن أن يكون عمل الله فعالًا.

من "اختبار التجارب المؤلمة هو السبيل الوحيد لكي تعرف محبة الله" في "الكلمة يظهر في الجسد"

في الماضي، كانت وسائله للخلاص هي إظهار محبة ورحمة متناهيتين لدرجة أنه بذل نفسه بالكامل للشيطان بدلاً من البشرية كافة. اليوم لا يشبه الماضي على الإطلاق؛ اليوم يتم خلاصكم في زمن الأيام الأخيرة، أثناء تصنيف كل واحد وفقًا لنوعه؛ وسائل الخلاص ليست المحبة والرحمة، بل التوبيخ والدينونة لكي يَخلُص الإنسان بصورة أكثر شمولاً. وهكذا، كل ما تنالونه هو التوبيخ والدينونة وضربة بلا رحمة، ولكن اعرفوا أنه في هذه الضربة التي بلا رحمة لا توجد أدنى عقوبة، وبغض النظر عن مدى قسوة كلماتي، فإن ما يبتليكم هو مجرد كلمات قليلة قد تبدو لكم خالية تمامًا من المشاعر. واعلموا أنه بغض النظر عن مدى عظمة غضبي، فإن ما يقابلكم ما زال كلماتٌ للتعليم، ولا أقصد أن أؤذيكم، أو أحكم عليكم بالموت. أليست هذه جميعها حقيقة؟ اعلموا اليوم، أن سواء ما كان تتعرضون له دينونة بارة أو تنقية قاسية أو توبيخ قاسٍ، فإنها جميعًا لخلاصكم. بغض النظر عمَّا إذا كان هناك اليوم تصنيف لكل واحد وفقًا لنوعه أو هناك كشف لفئات الإنسان، فإن هدف جميع أقوال الله وعمله هو خلاص أولئك الذين يحبون الله بحق. الهدف من الدينونة البارة هو تنقية الإنسان، والهدف من التنقية القاسية هو تطهير الإنسان، والهدف من الكلمات القاسية أو التوبيخ هو التطهير والخلاص. وبذلك فإن وسيلة خلاص اليوم مختلفة عن الماضي. اليوم، الدينونة البارة تخلِّصكم، إنها وسيلة جيدة لتصنيفكم وفقًا لنوعكم، والتوبيخ القاسي يجلب لكم خلاصًا ساميًا، فماذا تقولون في مواجهة هذا التوبيخ وهذه الدينونة؟ ألم تتمتعوا بالخلاص من البداية حتى النهاية؟ لقد رأيتم الله المتجسِّد وأدركتم قدرته الكلية وحكمته؛ بالإضافة إلى أنكم تحملتم ضربًا وتأديبًا متكررًا. لكن ألم تنالوا أيضًا نعمةً ساميةً؟ أليست بركاتكم أعظم من بركات أي شخص آخر؟ نِعَمُكم أوفر من المجد والثروات التي تمتع بها سليمان! فكِّروا في الأمر: إن كان قصدي (أنا الله) من المجيء هو إدانتكم ومعاقبتكم، وليس خلاصكم، هل كانت أيامكم ستطول بهذا المقدار؟ هل كان بإمكانكم، أنتم الكائنات الخاطئة التي هي من جسدٍ ودم، البقاء إلى اليوم؟ لو كان الهدف من مجيئي فقط هو معاقبتكم، فلماذا صرت جسدًا ولماذا كنت سأشرع في هذه المغامرة؟ ألم يكن ليستغرق الأمر مني كلمة واحدة فقط لأعاقبكم أيها الفانون؟ هل سأظل عازمًا على إهلاككم بعدما أدينكم؟ ألا تزالون غير مؤمنين بكلماتي هذه؟ هل كان بإمكاني أن أخلِّص الإنسان فقط من خلال المحبة والرحمة؟ أم كان بإمكاني أن أستخدم الصلب فقط لأخلِّص الإنسان؟ أليست شخصيتي البارة تساعد على جعل الإنسان مطيعًا بالكامل؟ أليست قادرة بصورة أكبر على تخليص الإنسان خلاصًا تامًا؟

مع أن كلماتي قد تبدو صارمة، إلا أنها تُقال كلها من أجل خلاص الإنسان، إذ أنني أقول كلمات فقط ولا أعاقب جسد الإنسان. تجعل هذه الكلمات الإنسان يعيش في النور، ويعرف أن النور موجود، وأنه ثمين، ويعرف مدى منفعة هذه الكلمات له، ويعرف أن الله خلاص. مع أنني قد قلت العديد من كلمات التوبيخ والدينونة، إلا أنها لم تتم عليكم في صورة أفعال. لقد أتيت لأقوم بعملي وأقول كلماتي، ومع أن كلماتي قد تكون صارمة، إلا أنها تُقال من أجل إدانة فسادكم وعصيانكم. يظل الهدف مما أفعله هو خلاص الإنسان من مُلك الشيطان، واستخدام كلماتي لخلاص الإنسان؛ هدفي ليس إيذاء الإنسان بالكلمات. كلماتي صارمة لكي يحقق عملي نتائج. لا يمكن للإنسان أن يعرف نفسه ويتخلَّى عن شخصيته المتمردة إلا من خلال عملي بهذه الطريقة.

من "عليك أن تتخلى عن بركات المكانة الاجتماعية وتفهم مشيئة الله لخلاص الإنسان" في "الكلمة يظهر في الجسد"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق